Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

یافا ملكة المطر

love-yavaMouhamed Jilani Omrane - محمد جيلاني عمران

یافا المدینة الجمیلة الفلسطینیة أو فایا المرأة الجمیلة بالسریانیة أختر ما شئت فلن یكون لك شیئ آخر لتختاره سنغوص الآن و قد لا نعود فحروفھا أعمق من العمق نفسھ .... لن تدرك شیئ إن حاولت الفھم إقرأ الحروف بقلبك و إترك لتلك الحروف إصطحابك لعالمھا الخاص ستكون فیھا "الصدیق الغریب" و لكن حروفھا ستجعلك تدرك أنك أقرب من حبل الورید و انت تقرأ ستردد كثیرا لقد كنت ھنا مسبقا .... نعم لم تكن وحیدا أبدا .... لقد عصنا مسبقا في ھتھ الدوامة التي لم نخرج منھا بعد ھا انت و قد أخذت تبتلعك شیئ فشیئ لتأخذك للعمق حیث لا ترید أن تكون لتصبح تمشي و أنت ضائع داخل كل ھذا الضجیج الذي تحملھ تمشي و كأنك عائد سیر على الأقدام من الجنازة التي تم إعدادھا خصیصا لك تمشي و قد ضاق صدرك بكلمات الرثاء لكل ما مات داخلك و إلتحق بھذا الحطام دون إحداث فوضى فھي موجودة مسبقا لا تفعل شیئ سوى أنھا تزید في جرعات الألم المتزایدة في قلب محط و عقا مخدر و جسد یسایر نسق الحیاة و ھو میت أصلا .... ام یبق لنا سوى القلم نحن معشر الغرباء .... غرباء ھكذا الأحرار في دنیا العبید ....

إلى أین أخذتنا یا یافا .... إلى عالم القلم حیث نتنفس و نعیش حیث تتدفق الدماء في عروقنا حیث تنبض قلوبنا و تنیر بعد عتمتھا حیث تنھمر حروفنا بعد أن كنا نخال أننا فقدنا نطقنا حیث نعیش بعد إن متنا .... ھنا إندلعت الحرب .... ھل ھي أزلیة العقل و القلب التي تتركنا حطام كلما أشتعلت أم ھو الضمیر المیت عادت إلیھ الروح أم ذلك الصوت الغامض الذي لطالما كان العدو و الصدیق و الخصم و الحكم .... و أغزلك من القمر فستانا ھكذا فصلت یافا تفاصیل نزاع الروح الذي احسسنا اننا نخوضھ معھا كیف لا و نحن ننام على وقعھ كل لیلة .... لست وحیدا في كل ھذا لا أنت و لا أنا و لا من طرحت السؤال نعم یا یافا لقد مررت بھذا سابقا .... و أنتصر العدل !

كنت واقع في حبھا بلا سبب تفضل لدیك ألف سبب لنواصل فالطریق طویلة .... لا ترضى ھتھ الفوضى بالداخل إلا أن تھدأ و تندلع من جدید بصورة أكثر وحشیة و ضراوة لتدخل في عاصفة من المفردات الموجعة لن یدرك سرھا إلا من عاشھا ذلك الذي إكتوى بنارھا عن الألم الذي لا یعبر عنھ یمكن أن تعیشھ فقط و لن یدركھ شخص لم یجرب أن ینظر إلیھ كغریب وسط أناس یفترض أن یكونوا لھ أقرب من حبل الورید ان تمشي و قد اضعت ذاتك في ھذا المستقع حیث لا تدرك ھل أنت في أعلى القمم أم في أسفل السافلین ایا یكن فلا مكان لك ھنا مع العامة ھذه الوحدة القاسیة ستستمر حتى و أنت في زمرة الأصدقاء إحساسك المتواصل بالغربة و الضیاع و أنھ لا مكان لك في ھذ العالم مع ھؤلاء لا ینقطع لھذا جئت ھنا لأروي قصتي بما تبقى لي من حروف .... لم تكن مختلة بل ھي عمیقة و جمیلة و مبدعة بسرد التفاصیل نعم صدقت یا یافا یوجد فرق بین الألم و الألم .... ألم یروى و یعالج و ألم یحس و یعاش و نخوض معھ و مع أنفسنا الصراع .... ھذا التداخل البدیع بین یافا و یافا خاصتي بین التمرد الكبریاء الجنون العقلانیة المزاجیة و كل ما تحملھ تلك الغریبة الصدیقة القریبة البعیدة یجعلني أقتبس و أقول "أحتاج إندماجا للأشعار الحرة و الوقفات على الأطلال ، إنصھارا للرومنطیقیة في وعاء الواقعیة ، خاطرة ھجائیة و أخرى نقدیة في ستة اسطر ، میكانیك الكم و نظریة داروین في مقال واحد ، یساریة لیونیل و ركبة یوسان بولت ، تكعیبیات بیكاسو و "بورترى" دافینشي ، أحتاجھم معا بطریق ما لأقنعھا أن في عالم الكتابة كوكب خصص لإبتسامتھا " بین یافا خاصتي و یافا المدینة كلیھما حافظت على جمالھا رغم الألم و الوحدة الخانقة لیافا و رغم اغتصاب طھارة ارضھا و وطئة الجیش الغادرة لیافا المقاومة و كلیھما محاربتان .... أتمنى أن أكون إنتصرت لیافا خاصتي في كلامي فالحزن لم ینجح في أن یحجب من تكون بالفعل ....

یافا ، أیھا الغریب ، أتریان جلیا الآن لماذا "نلجأ" للكتابة ؟ لكي ننتصر لأنفسنا التي طالما ظلمتھا قسوة و مادیة العالم الخارجي ایضا لنحافض على أنفسنا و نعید وصالھا مجددا بعد إن أضعناھا .... إلجأو جمیعا الى الكتابة فإن عندھا عالما لا یظلم فیھ احد .... ستظلین تحملین الھدوء و الغضب تحملین الحیاة في جثة میتة تحملین دواء ألامك في حروفك ستظلین صاحبة السعادة في طیات الألم ستعدین الكرة و تبدأین الأمر من حدید كل مرة ستظلین القلب الحي و روحك تنبض وسط كم من الجثث الفاقدة للحیاة الموالیة للقطیع ستظلین القصة التي لم تبدا و لن تنتھي ستضلین اللیالي التي لم یخالدك فیھا النوم سیبقى قلبك ھو الحي في واقع حكم علیھ بالإعدام ستظلین التناقضات الشر و الخیر العفو و الإنتقام الفرحة و الحزن الرماد و النار ستظلین الكلام المعقد و أنت من تفسرینھ ستظلین القسوة في حروف دوستویفسكي و الأمل المنبعث من حنجرت رشا رزق ستظلین ھادئة كفصل الربیع و ھائجة الكلأمواج التي أغرقت التایتانیك ستظلین صلبة الكالفایكینغ متمردة كروبن ھود لینة كالثلج رقیقة كنسیم الخریف جمیلة كشجرة اللوز غامضة كمثلث برمودا ستظلین موعودة بالحریة الابدیة التي تمسح عن وجدانك ما مر من الحرمان تماما كیافا المدینة و ستظلین یافا كما أنت بالطریقة التي لا تشبھین بھا أحد غیر نفسك .... على أنغام أغنیتك المفضلة أتركك یافا ملكة المطر

محمد جيلاني عمران

یافا ملكة المطر