Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

المحبة و انتهى الأمر

coffee-love-dialogueMouhamed Jilani Omrane - محمد جيلاني عمران

-عذرا هل تمانع لو جلست معك المقهى ممتلئ و لم أجد مكان آخر
-لابأس بشرط أن لا تنغمسي في شاشة جوالك
-هههه حسنا، الطقس حار أليس كذلك
-في هذه الحالة أفضل أن تعودي إلى هاتفك على أن نجري هذا النوع من المحادثات
-لا أدري إن كنت تخصب اليورانيوم قبل مجيئي لكن حسنا يمكنك انت أن تختار موضوع نغوص فيه

-عن كيف نستمر بالصمود و النجاة
-ماذا تعني
-كيف لم ننتحر و لم تنتهي البشرية
-هل لا وضحت ما ترمي إليه كلامك مخيف
-الدين، العرف، حب الحياة، الحالة الاجتماعية، العائلة و الأقارب.... كل هذه أعذار واهية إذا قرر الشخص أن ينتحر فلا شيئ يثنيه عن ذلك، الأمر جلي في كل رسائل الانتحار أن من أقدم على قتل نفسه قد بلغ نقطة اللاعودة و لا شيئ يثنيه عن ذلك
-و ما الذي يدعوا الجميع للانتحار لماذا هذا التعميم لسبب أو لآخر قد يضعف الإنسان و تتدهور نفسيته و يقدم على الانتحار لكن لا يمكن تعميم هذا أو جعله قاعدة أو قانون أو نتيجة يصل لها كل البشر لامحالة
-بل ما الذي يدعونا إلى الحياة؟ الاكتئاب هو ثاني أكثر مرض منتشر في العالم، شاهدنا الانتحار من صاحبة ثروة ضخمة و ابتسامة جميلة و متابعين بالآلاف، كما شاهدناها من العاطل عن العمل و النكرة الغير معروف، لا أريد الخوض في نقاش مبتذل عن كون المال يجلب السعادة ام لا، لكن التاريخ اثبت لنا أن منصبك و جاهك و مالك لم يجعلك حصين من الاكتئاب و الانتحار
-قد اخالفك في بعض التفاصيل لكن اتفق معك في أغلب ماقلته لكن لماذا هذا الإصرار على التعميم و على عدمية الحياة و رخص روح الناس و سهوله أقدامهم على الانتحار
-أنها الحياة نفسها، قرئت مقولة لا أعلم كيف استطيع وصفها، تقول :"لا ينتحر الا المتفائلون" لعل المنتحر لا يريد إنهاء حياته، بل يبحث عن حياة جديدة
-غير منطقي و انت لم تج....
-دعيني اكمل.... الحياة أصبحت مادية بحتة، الناس أصبحوا أرقاماً عند الحكومات، أرقام بطاقة تعريف، أرقام بطاقة إئتمان بنكي، أرقام قروض، أرقام ضرائب، أرقام أخوة أبناء أحفاد جيران اصدقاء، أرقام لاحصر لها و حياتك لا تتعدى قيمة تلك الأرقام، حياتك من عدمها لا تتجاوز أن تغير رقم واحد برقم صفر في عالم يجري بقوة ليبلغ على سطح الثماني مليار نسمة.... مجرد ان تفكر انك فقط واحد من 8 مليار وحده مرعب.... طفولة ،مدرسة، معهد، جامعة، تخرج، عمل، زواج، أبناء، تقاعد، وفاة الحياة بهته العبثية و الحدود و البساطة يمكن لأي أحد أن يكتب تحت كل من تلك المفردات فصول حياته التي لم نعد قادرين على التمييز بينها و بين غيرها.... الأمر ممل روتيني و رمادي، اختفى عنصر المفاجأة في هته الحياة لن يكترث احد لا لحرب و لا نيزك و كارثة و لا جائزة و لا تتويج و لا فائز بجائزة نوبل نعلم ان هذا سيحدث لامحالة، عن تلك النقطة التي يصل فيها الرجل إلى مرحلة انه يقوم باكرا منهك منزعج يذهب إلى العمل على مضض يمضي فيه اغلب ساعات يومه يعود بكل سلبياته إلى المنزل يقضي اغلب الليل في أرقامها الخاصة ثم ينام لكي يبدأ يومه من الغد من جديد بنفس الروتين.... سيكبر أبناؤه و غالبا سيعيشون حياة مشابهة، حتى أن اختلفت الأوضاع الاجتماعية ستغير بعض المفردات و سيضل نفس الروتين قائم
-إذا كانت الحياة بهته السوداوية في نضرك إذا ما سر استمرار البشرية بل إن عدد البشر في تزايد مخيف أو على الأقل أجب عن سؤالك التي طرحته كيف نستمر بالصمود و النجاة
-المحبة
-فقط لا غير؟ أمضيت دقائق تتحدث عن مادية هذه الحياة وقرفها لدرجة أنني أحسست انه لو استمر كلامك لساعات أخرى لأطلقت النار على رئسي ثم تجيبني أننا مكافح كل هذا بالمحبة؟
-هل انت عصبية ام مدمنة قهوة؟ لا أمانع أن كنت تريدين التدخين
-لا آسفة لا اقصد الإهانة لكن إجابتك استفزتني نوع ما ثم انك لا تبدوا كالاشخاص المؤمنين بالحب بعد كل ما قلته
-المحبة لا غير، الغريزة البشرية لا تقدم إجابة مقنعة، هوس السلطة الشهرة المال الموسيقى كل هذا لا يكفي، إنها المحبة قد تكرهين نفسك و حياتك لكنك ستحبين امك، قد تكرهين عملك لكنك ستحبين زملائك، قد تكرهين الحياة، لكنك لن تحبي الموت.... المحبة و انتهى الأمر، لا يمكنك أن تفسر أمرا تشعر به فقط أن كنت تفهمين ما ارمي اليه
-المحبة و انتهى الأمر

محمد جيلاني عمران

المحبة و انتهى الأمر