عندما كثر عليها تساقط الشعر و الارق الشديد و دقات القلب الزائدة و الاجهاد عند القيام بأي أمر منزلي بسيط قررت القيام بالتحليل الكامل لجسدها الذي أخذ في التضائل .... و ذلك القرار هو في الحقيقة قرار أتخاذ المواجه مع الخلايا السرطانية التي استفحلت فيها .... عادة الى المنزل مكسورة الخاطر كيف لهته الام الشابة المقبلة على الحياة الخوض في معركة لتكسب الحياة فيما اخطئت انا اربي ابنائي اهتم بمنزلي و زوجي و بالكاد استطيع اتمام المهمة الان سأضتر للقيام بالقتال من اجل ضمان العيش .... هكذا نامت ليلتها و اعينها مفتوحة ساكنة هي و ضجيج افكارها المتضارب داخلها الذي لو اخرجته في صرخة لأرعبة الجبال ... بكت كييرا يأست كثيرا ثم قررت انظار الصباح و اطلاق رصاصة الرحمة على المحكوم عليه بالاعدام قررت الانحار ....

مرت الساعات المتبقية من تلك الليلة المريرة و حانت اللحظة استيقظت كعادتها اتجهت للمطبخ و بدأت بإعداد الفطور لتحس بيدين تعانق و رقبتها و قبلة على جبينها و صوت زوجها قائلا صباح الخير  نزلت هذه الكلمة كالصاعقة على مكسورة الخاطر التي تستعد للرحيل و الانحار عانقت زوجها بعمق ثم واصلت اعداد الطعام حضرت الطاولة لتجد ملاكا قد استيقظ من ضجيج الصباح قائلا : ما اجملك امي هذا الصباح سأغسل وجهي و أتي لمساعدتك .... هنا احست بطلتنا بذنب مرير احست بإقترافها جرم معنوي تجاه نفسها و عائلتها و صرخب بعمق في داخلها : ما كنت انا فاعلة ؟؟ تمالكي نفسك و كوني قوية انت جميلة يا عزيزتي هيا بنا يوجد الكثير في الدنيا لنعيشه  و بعزم المحارب تماسكة هذه البربرية للشجاعة و واصلت نسق حياتها بإبتسامتها المعهودة لم يعلم احد بعد ذهبت خلسة للطبيب ليخبرها بعد الفحص ان صحتها عرفت تدهور مفزع تلك الليلة و لكن في ساعة من الصباح تم تدارك الهجمة بل و اصبحت صحتك افضل لا أعلم ما علمت سيدتي ولكن واصلي فيه ....

مرت الايام على هته المحاربة صاحبة شجاعة الغجر و قلب الفايكينغ واصلت حياتها بل و استمتعت بكل لحظة فيها علم كل الناس ألمها و لم يصدق أحد لم يصدق احد ان يرى شخصا يقاتلا من اجل حياته و شعره يتانقص جسمه يضعف و غير قادر على المشي طويلا بهته الابتسامة و بهذا الايمان و بهذا الكرم اذا احس اي منا بالالم في رئسه سيسصبح اسوء البشر و لكن ما امر هذه الامرأة الحديدة .... اصبحت مثلا يحتذا به اصبحت رمزا للامل و القوة جعلت من اسوء عدو يصبح رفيق درب نقتسم معه ايامنا استمتعت المحاربة بأيامها التي كانت ستقضي عليها .... لقد صمدت في وجه الاعصار بقلب الاسد  لقد اصبحت رمز الامل و الشجاعة رمز الحب و الوفاء رمز الامومة الابدية  لقد اصبح من يمتلك قدرا من الشهامة يشبه بأنه يرنو اليها فإسمها فقط يختزل كل ما ذكرت من سمات  هي غادرتنا و لكنها معنا هي خسرت المعركة و لم تخسر الحرب فقصتها جعلتنا نحمل المشعل من بعدها و نواصل على دربها الذي لا و لن يفنا نعم خسرت و غادرتنا و لكنها موجودة في كل حرف كتبته في كل كلمة قلتها في كل قصة نجاح و امل في كل قصة نضال و حرب في كل لحظة و قطرة دم نمتلكها هي الان الامل هي القتال هي الشغف هي الحب هي كل ما نعشق .. نعم هي خسرت معركة الحياة و لكن المرض هو الذي خسر الحرب فهو يحييها بيننا كل يوم