-خوان، خوان استيقظ ايها الكسول

-ماذا دهاك زيليندا انها الخامسة و النصف هل ستذهبين انت لفتح الكنيسة بنفسك؟

-ههههههههههههههه لا يا عزيزي السخيف اليوم ليس السبت اصلا انه عيد ميلادك الذي تنساه ككل سنة

-اللعنة زيليندا متى ابديت اهتمام بهذه الأشياء التافهة

-منذ عرفتك، انت لم تنسى ابدا عيد ميلادي أو عيد زواجنا أو أي مناسبة اخرى

-كيف لي أن انساها؟ انا أتذكرها لأنكم تهتمون بها بالنسبة لي هي مجرد أرقام لعينة

-ستهتم اليوم و ستأكل كل ما حضرته و سنحتفل جميعا و الا جعلت تحقد يوم ميلادك أكثر، قبل أن أنسى لقد جاء صديقك مسؤول الحماية صاحب البدلة السوداء بالأمس و قال إن رسوم الحماية سترتفع بخميسن اورو الشهر

المقبل

-أحسنت حبيبتي جعلتني امقت يوم ميلادي أكثر من قبل أن يبدأ.... لا خيار لنا زيليندا سنتخلى عن فكرة شراء سيارة جديدة

-ماذا لو تخلفنا عن دفع معلوم الحماية لبضعة أشهر كما نفعل مع بقية الضرائب ثم إن الأمر سيكون مؤقتا لا أظن انهم سيمتنعون عن حماية منزلنا من دون بقية المنازل هنا فالكل يدفع رسوم الحماية

-لا تكرري ذكر هذا الأمر حتى في عقلك الباطن سأعمل قس بالسبت سأجمع الخردة و ابيعها سأبحث عن عمل ثاني سأعمل في الجيش إذا تطلب الأمر لكن لن اترك زوجتي و ابني و مزلي يعيشون دون حماية المسؤولين

-أظن انك مستمتع بالأمر كل هذه السنوات لكنني مللت لعب دور الحمقاء معك....

-أظن انك لم تملي الحديث بألغاز أكثر تعقيدا من شيفرة دافنشي بعد كل هذه السنوات

-إلى متى ستبقى تعتقد أنني غير مدركة لحقيقة الأمر عن أي مسؤول حماية تتحدث؟ صاحب وشم "كوزا نوسترا" و الساعة الذهبية و البدلة السوداء الأنيقة غالية الثمن هل هذا موظف حكومي؟ انت تتعامل مع المافيا و تدفع لهم مبلغا ضخما من مالنا نحن انا و انت و ابنك إلى هؤلاء ال....

-تخدثي عن كل شيء إلا عن هؤلاء، انا اعلم انك تعلمين و الحي كله يعلم و من الممكن أن يكون ليوناردو ذو السنوات الستة يعلم بشأنهم لكن من مصلحتنا كلما أن نتظاهر اننا لا نعلم بشأنهم هم ليسوا موظفي الحكومة حسنا لك ذلك لكنهم مسؤولون عن حمايتنا و نحن ندفع من أجل ذلك لا مجال لأن نتأخر في دفع سنت واحد لهم نستطيع أن نعيش في غياب أي شيء إلا الحماية ولن اخاطر بحرية و امن عائلتي لا حساب سيارة جديدة و لا فيلا في تورينو نحن مهاجران من كولومبيا أن نسيتي و الآن نقطن في احد أرقى أحياء نابولي و تشاهدين بأم عينيك كل شهر ان لا احد يتخلف عن الدفع سوى مهاجرين أو ايطاليين فالكل يدفع سوى كان مالك منزل أو مقهى أو حانة.... لذلك عزيزتي الجميلة لا تنطقي بإسمهم مجددا و لا تسالي عنهم من جديد هم مسؤولي الحماية و انتهى

-منذ متى أصبح الحق يشترى بالمال؟

-انا زوجك و لا أمانع أن أكون ابوك في بعض الأحيان، الحقوق لا تعطى الحقوق تفتك كما كان أبي يفتك لي و لاخوتي حقوقنا انا اقوم بالدور نفسه، عدا أن الأمر مختلف قليلا هنا و في بعض الأماكن الأخرى يمكنك أن تشتري الحقوق.... انظري إلى عيناي عندما يتعلق الأمر بأمن عائلتي يصبح المال هو أرخص من الملح

-إذا لنعد إلى كولومبيا لن نكون مضطرين أن ندفع مقابل الحماية و لن نكون مهاجرين و لا مواطنين من الدرجة الثانية في بلدنا الأم

-مستحيل، لم يتبقى لنا شيء في كولومبيا ثم أنني لن اهرب من براثن المافيا لأرمي نفسي و عائلتي في أحضان عصابات المخدرات

-لن يهددك احد بالقتل هناك

-و لن يضمن لك أحد انك ستعيش ستكون أنت المسؤول الوحيد عن امنك

-هم لا يقتلون الا رجال الشرطة و بعض رجال الأعمال و تجار المخدرات الذين يخنون العهد

-عندما تتحول زوجتي العزيزة إلى بابلو اسكوبار.... تجار المخدرات لا يكنون الولاء لأحد إلا رئيس العصابة ثم اعلمي حبيبتي أن كل ذرات الإنسانية في أي إنسان فينا تنفجر فجأة منذ عملية القتل الأولى اما ان تتحول إلى هستيريا و جنون و اكتئاب و سجن ضميري أبدي أو أن تصبح سفاحا لا تعني لك الروح شيئا و لا تهتم بارتفاع عدد ضحياك بل يمكن أن تصبح تقتل من أجل المتعة اما المافيا أصحاب مبدأ طالما لم نعصي أوامرهم فنحن منهم و تحت حمايتهم، ثم يجب أن تدرك أن في كولومبيا العصابات تحارب الدولة، هنا المافيا هي الدولة.... ثم إن الدولة هنا هي إيطاليا عروس أوروبا حيث تلتقي مصالح الجميع هنالك حتى أن نجوت من بطش تجار المخدرات و الشرطة التي تلاحقهم لن ننجو من أي خطر آخر طالما انتمينا إلى دولة شيوعية في قارة أمريكا اللاتينية..... و المسؤول عن حمايتنا نحن و بقية السكان اسمه السيد أنطونيو و يتلقى المال مقابل اتعابه.... لن يهتم العالم لشئنك أن كنت تمتلك أكبر مناجم الذهب في العالم طالما انت عاجز عن حماية نفسك بإمكانك أن تتحق من هذا بنفسك اسألي قارة أفريقيا نحن بأمان طالما نحن ندفع بأمان من المافيا و أعدائها بإمكانك أن تعتكفي اما تمثال مريم العذراء و تطلبي من الرب أن يخلصنا منهم و الي أن يحدث ذلك فأنا منهم لا تنسي اننا في نابولي

-حيث يولد الطفل مجرما بالفطرة

-لن يصبح ابننا مجرما و لن نجبر على تغيير فطرتنا الكولومبية و لا أن نصبح كاثوليك و لا حتى أن اخفي قميص منتخب كولومبيا.... إنها ايام حالكة يا زيليندا.... قد تسمعين عن تورطهم في الدعارة و القتل و بيع الأعضاء و غيرها من الأعمال لكننا بأمان رغم كل شيء

-كيف اتأكد من ذلك

-هذا ليس من مسؤولياتك انا اتأكد و احرص على ذلك، اتذكر اول يوم قدمنا إلى هنا و أجرنا المنزل بعدها ذهبت إلى الحانة، جاء رجل وسيم يبدو في الثلاثينات من عمره ذو مظهر أنيق جدا جلس معي في نفس الطاولة و طلب الاكسبريسو ثم قال لي:" بنفونتيا آ سيكونديليانو، لاحظت انك قررت أن تقطن في منرل آل فينيسينزا انه منزل جميل اختيار صائب بالنسبة لمهاجر مثلك ارجو ان يعجب المنزل السيدة زيليندا الجميلة و ابنك اللطيف ليوناردو في الطريق إلى هنا اعترضك شابان نظرا إليك بنظرة غير مرحبة جعلتك تخفي الصليب الذي كنت ترتديه و أصبحت تمشي بعجلة حتى بلغت الحانة و طلبت الويسكي ، أليس كذلك سيد خوان؟ "
تبا يا زيليندا لقد كان يعرف كل شيء كل شي.... جعلني أدرك ذلك ببرودة دم مرعبة و ابتسامة خبيثة و بدون صراخ و لا تهديد جعلني مستعد لانصاع لكل أوامره دون حتى أن يطلب مني شيء، قال لي أنني سادفع لهم مقابل الحماية و بعض الضمانات الأخرى كي لا نتعرض للمضايقة كأجانب ثم عندما سألت لماذا قال لي "كوزا نوسترا" ثم نزع سترته و كشف لي عن وشم في يده و قال لي "عندما يتعرض لك اي شخص و يطلب منك المال أو الطعام أو أي خدمة معينة كالاختباء في قبو منزلك و يقول لك كوزا نوسترا و كشف لكن عن وشم مشابه لهذا افعل ما ينفذه دون أن تطلب منه أي معلومات أخرى و لا تكلمه دون أن يكلمك نعلم تماما كم تقبض و كم ستمثل تكاليف الحماية و الخدمات بالنسبة لدخلك لا تقلق لن نظرك لسنا مجرمين نحن الكوزا نوسترا و ستفضل أن تبقى في حمايتنا للأبد و لن تجبر على أن تخاف أو تقلق من الخطاب اليميني و التحريض علي اللاجئين و العنصرية انت عضو في مجتمعنا طالما بقيت متعاون أعلم تماما انه لا تدخل ذبابة الحي دون علمنا و لك الخيار "
اعتذر كوني أخبرك عن هته الواقعة الان لكن بما انك أردت اكتشاف الأمر يجب أن تعلمي الحقيقة كاملة لست اتستر عليهم انا احاول ان احميكم

-خوان، انا اسفة.... اعشقك مي آمور

-لا بأس زيليندا الوضع تحت السيطرة، لا تكرري حرفا من ما أخبرتك اليوم فالجدران هنا تعمل عند المافيا

-حسنا خوان ، أخبرني هل اشتريت القميص الذي وعدت به ليوناردو

-اللعنة نسيت ان الديربي اليوم.... أنا لا أؤمن بذكرى الميلاد. و لا احتفل بنقصان سنة من عمري لكن لا يعني هذا أنني لا أريد أن احضي يوم عادي جدا في ذكرى ميلادي أن انتصر نابولي اليوم لعلهم يهدوننا سنة كاملة من الحماية المجانية لطالما كان نابولي بمثابة صخرة سيزيف لليوفي

-أعط قميصك لابنك و خذه معك إلى ملعب ساو باولو

- انقذني يا هامشيك

-من هو القديس هامشيك؟

-ليس قديسا انه قائد فريق نابولي