من السهل جدا أن تخرج الروح من الجسد لكنها من المستحيل جدا أن تموت، وكل المقاتلين الأعداء هم ضعفاء لأنهم ليسوا قادرين على قتل الروح وهذا هو الانتصار.

اليوم يقتل الإنسان كحماية من فقدان حياة إنسان، ورماة التآمر لا يحتاجون إلى السيطرة بقدر حاجتهم إلى الأخلاق. ."الأخلاق البشرية" التي أعفى كل واحد فيهم نفسه منها منذ أن وضع ركبتاه على بعضهما وأصابع يديه مقترنة فوقهما ونظر إلى شعبه كجاني وإلى نفسه كقوة هائلة، وأحاط عقله بلعبة القط يأكل الفأر، وبشكل أنيق وابتسامة منقطة حمقاء يظهر بالإعلام قائلا: "نحن حماة هذا الوطن".

المتهم بالاستبداد سيرغب حتما في عدم الاستبداد لكي لا يتم حرقه، على عكس الديموقراطي تماما فهو ككوخ مصنوع من عشب لا يهتم فيما إذا تم حرقه أو ترك سليما لأنه ملتزم بالواجب الأخلاقي.

اليوم نتعاطف مع امرأة مسنة كسرت ساقها، وننسى مئات الأجسام تتساقط أرضا على الرغم من أنهم لا يموتون، فالإنسان نظير الإنسان لمن ينسون ذلك. للحظة يتحول فضول الربيع إلى ضجيج الشتاء، وإثرها تعلن الشاشات عدد الإصابات وتحدد منها الخطيرة، وأرى الغاز السام يطيح بالطفل إلى الأمام حيث التحدي والمقاومة وليس إلى الوراء أو إلى التراب، وبعد فترة وجيزة أقول (ارقد في سلام أيها البطل).

الضحايا لا يعانون على الإطلاق، بل يد الطغيان هي التي تعاني وستعلق يوما ما في الفخ الذي أعدته للشعب بعد أن تكتشف أنه ليس فأرا. .

على الإنسان أن يرى نفسه في عين كائن آخر ليدرك أنه إنسانا، ومن لم ينظر بعد فهو وحش قادر على الوصول إلى مرتبة الشر الفظيع، وهذا ما حدث.