أنا لم أعد أغضب .. فقط ألاحظ وأتأمل و أفكر .. من ثم أصاب بخيبة أمل و أبتعد إذا لزم الأمر ... يقولو أن الذي يريد الانتصار على الحياة عليه أن ينتصر على نفسه,على خوفه و كسله و أنانيته و تررده و أن ينتصر على نواقصه ..

أما أنا صرت أخاف من نفسي , أخاف حتى ظلي , بت لا أشعر بالراحة إلا في انعزالي عن الجميع فأنا لاأجد راحتي سوى في وحدتي , ليس بإمكاني حتما أن أجعل أي شخص يفهم مايحدث داخلي ,ليس بوسعي حتى تفسير ذلك لنفسي .. ما أعلمه فقط و أشعر به هي سعادتي في عزلتي .. حتى أني لا أحس بالإنتماء لأي مجموعة كانت.. غالباا ما أسمع صوتا في أعماقي يردد " انصرفي أنتي لاتنتمين إلى هنَا .. انصرفي فمُكوثُكِ سيُنهِكُكِ أكثر فَأكثر" ينتابني أحيانا شعور أني أعيش أيامي الأخيرة فلا شيء يتغير في حياتي سوى التاريخ أو بعض الهموم المضافة ..

أحس أن السعادة حلم من الصعب تحقيقه , أحس أن الفرح مُرَادٌ بعيد كل البعد على أن أصله أو أناله .. تراكمت الخيبات كثيرا في عتبات حياتي حتى صرت أنتظر كل مرة قدوم خيبة أشد من سابقتها , بِتُ أشتاق موعد قدومها إذا تأخرت .. و أتيقن أن بعد هذا التأخير عاصفة هوجاء قادمة .. صار الأمل في حياتي شيئا شبه موجود .. شيئا باهتا لايرى .. وجودي هكذا سيؤدي بي الى الإندثارالكلي  .. لكن إعتيادي على الألم جعلني أفقد حتى الرغبة في الصراخ أو في البكاء .. خُذِلتُ و بكيت لدرجة أني تيقنت أن لاأحد دائم و أن أي شخص في حياتي قادر على الإختفاء و خيانتي فجأة و بلاسبب .. فهذا طبع البشر .. الخيانة و الخذلان مرض منتشر في مجتمعي وواقعي وكما نعلم ليس على المريض حرج  .. تيقنت فوق اليقين يقينا لم أتيقنه يوما في حياتي فقوتي وصمودي أنا الوحيدة من أمنحه لذاتي و ان يكون لدي من القوة ما يكفي لتجاهل و تخطي كل ما يزعجني و يعكر صفو حياتي و أن لا أهتم إلا لأمري و سلاما على كل من يحاول أذيتي أو اختراق حياتي بكذبة شيطانية تحت مسمى الصداقة .. أنا على إستعداد دائم .. فضعفي و انهياري سابقا منحني درسا في القوة لا ينسى ..