Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

سلاحنا الفن، فالأشرار لا يغنون ولا يرقصون

wars-arts-music-arabWiem Messaoud - وئام مسعود

في وهج التأوهات البشرية والخسائر الجسيمة، وحين تفرغ المدن من الأهالي لتنزل القنابل الكيماوية بها في أمان، يجتمع ثلة من مثقفي بلادي يتألمون موسيقى ويتوجعون رقصا على الشعوب المنكسرة، والمغتربة في أوطانها. يهبطون في أطباق التلفزيون ويتحدثون بكل مرارة ساذجة على حق هؤلاء الذين تخترق الشظايا جواجمهم وهم يقاومون الهزيمة في العيش، ويعبرون عن مساندتهم المسلية لهم ب:" نحن نحارب معكم بالفن. .الفن" ثم يردون على استغاثتهم بالغناء المرقص والمبهج.

الفرق بيننا وبينهم بسيط: هي شعوب تموت، ونحن شعب ينتهك حرمة الدماء والموت

يرون أن الفن التونسي سلاح، ولكنه لا يخفف من آلامهم ولا يرطب جروحهم ذلك لأنه لم يصبح فنا بعد حتى يتحول إلى سلاح، وهو في يومنا مجرد انهيار أخلاقي نبتلى به، ولو عادوا إلى الحياة الفنية والأدبية التي كانت تعيشها هذه الشعوب لخجلوا مما يقدمون ويتحدثون.

لا بد أنهم لا يقصدون الإساءة وتقليل شأن الحرب، ولكن هذا قد تكرر إلى أن أصبح تطاول على الروح التي إن بقيت في مكانها ماتت وإن خرجت منها ماتت. . غير أن إرادة الإنسان التي تسكنه عظيمة، حتى وإن بدت متصدعة فهي مضيئة في الصبر والأمل، ومؤمنة بأن لأقدارها سمو، فهي مخلوقات عادية لا تحمل بذور الشر، ولم تسع إليه. بل كل ما تسعى إليه بكل إصرار هو البقاء على أرضها.

تصور أن معزوفة تحمي من القتل؟ تصور أن رقصة تحول الحطام إلى ديار؟ تخيل أن صوتا يغني رداءة يزيد من حالمية النازحين؟ أو أن نهاية مسرحية حزينة ومؤسفة ترمم الحياة الكريمة لهم؟

دعوهم يعيشون بسلام مع حروبهم، ففاقد الشيء لا يعطيه.

وئام مسعود
سلاحنا الفن، فالأشرار لا يغنون ولا يرقصون