قد يكون البلاء من الله لعباده عقوبة أو لتخفيف الذنوب و لرفع الدرجات أو إختبارا لالصبر و الإيمان او ليزعج الله عبده من الاكوان و الخلق و النفس ثم يجتبيه و يزج به في حضرته..كل حسب حاله مع ربه..
لكن البلاء لالمحب..ذاك الذي لا يبالي لا بالأجر و لا بالعقوبة..و لا بالثواب و لا بالعقاب..و لا بالمقامات و لا بالاحوال..

لكن همه الوصل"ما نعيمي إلا وصالي و ماعذابي إلا حجابي"..
فإن البلاء يكون له بمثابة  طلب  دليل على صدق محبته من محبوبه..
هل ستحبني في النعمة و البلاء على حد السواء؟ 
هل ستحبني في المنع و العطاء ؟  

هل ستحبني عند الفهم عني و عند الحيرة و التيه ؟ 
هل ستحبني إن صببت عليك البلاء صبا؟ 
هل ستحب جلالي كما أحببت جلالي؟ 
هل ستشتاقني في وصلي كما الهجر؟
هل ستكون معي عند الشهود و عند غم الحجاب؟

و هكذا بلاءات الانبياء و الأصفياء و المقربين و المحبوبين..شواهد محبة صدعوا بها عبر الأزمنة المتعاقبة و الاجيال..دموع يعقوب و صبر أيوب و ضيق يونس في بطن الحوت و يوسف و مكر إخوته و النسوة من بعدهم..و صبر سيدنا محمد على الأذى و تعذيب صحابته و تهجيرهم و تجويعهم و و و..لم يكونو هؤولاء بحاجة لإثبات صدق إيمانهم فهم مختارون من الله مصطفون مطهرون مقربون و لم يكن الله في حاجة ليرى صبرهم فهو من جبلهم على الصبر..
و لكنها شواهد المحبة و إيفاء بحقوقها..
فالمحب محب على أي حال..
و لا بد لالمحب من إثبات محبته لمحبوبه..
و في هذا قال أحدهم : و لو قطعتني في الحب إربا..ماحن الفؤاد إلى سواك..