Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

يا قدس‎

jerusalem-poem-nostalgiaKawther Akkeri - كوثر العكاري

ألا يا قدس

لا يزال قلبي مصلوبا مكان عيساك ..

ينزف وجعا لما أبكاكِ..

سأسري إليك حيثما كنت..و لأعرجن إلى الله أشكو له دموع عيناكِ...

سأخوض حربي مع شياطين العالم..

و انتي في روحي بين أضلعي..

ذخري و غاية غايتي...


كم اشتهي صلاة فيك..

أصرخ فيها كما المعذب المحتضر..

عَلِّي أُسْمِعُ موتاك..

من أمتي.. من أبناء العم..

الذين خانوا عيناك..

علّ الله يرأف بوجعي عليك..

فيأذن بموتي أو بمحياك. ..


ألا يا قدس كيف سمحتي لهم بقتل عيسى و الأنبياء من قبل..

و كيف تسمحين بقتل أخواتي..

ألا يا قدس..

لما لا تبتلعينهم..لما لا تمطيرنهم حجارة..

لما لا تعصفين عليهم رياحا صرصر عاتيات..

أما أنك تنتظرين النصر من الأموات...

أم أن قلبك لا يزال يحنو..على أصحاب القلوب المتحجرات..


أتعلمين يا قدس ..حبيبتي

كم أشتاق ان أملأ صدري بعبق أنفاسك..

أتدرين كم أود أن أقبل ترابك الطاهر الطهور المقدس..

أتعلمين كم أود ان احضن فيك جدرانك..مدينتك العتيقة..و قبور شهداك..


سأشكو لالخليل إبراهيم جدي..ما كان من أبناءه..

سأواسي مريم الطاهرة في وليدها..و ستواسيني فيه و فيك و في أخواتي...

سأطلب من سليمان المدد و الجند المحشورات..

و من موسى سأطلب عصاه..

و ستلقف حتما ما يؤفكون..

كما فعلت بثعابين سحرة فرعون..

الكاذبات...

سأشكو لموسى و لمحمد عبادة قومهما عجلا..جسدا له خوار..

كخوار أنين الأطفال القتلى و النساء المنحورات...


ألا يا قدس أظنت أني أنساك أو غفلت يوما عن نجواك..

كلا أنا لم أفعل..

أنا منهكة..أعد صليبي الذي سأغرسه في ترابك..

رغم الحصار و الجدران و التأشيرة و المسافات..

لأسيقيك دمي و دمعي..لتواسيني فيك..

فلا مواس لي عدا عيناك..

لأُقتل شهيدة عشقك و عشق من سَوَّاكِ..

و لن أنسى أن أرقص قبل قتلي فرحا و نشوة..

بحلول أوان تحريري..

من العالم الذي يؤذيك و آذاكِ..


ألا يا قدس لا تبكي و لا تجزعي. .

فإن أخلف قوم موسى موعده..

و إن قَتل عيساك بعضهم..

و أَلَّهَهُ بعضهم..

ففي قوم محمد من على عهد موسى..

و على كلمة الإخلاص..كما عيسى..

و من أَصلابهم سيولد من يثأر لدموع عيناك..


و إن حرمونا وصالك ففي القلب محياك

و لمحياك نحيا و نموت..

و إننا يا قدس إن أردنا..فلا بد لالقدر من الإستجابات..


أمطري يا قدس بردا و سلاما

على معذبيك و من خانوك

علّك تحيين موت قلوبهم

و تنجيهم مما تقدم أياديهم المرتعشات..

أنا لا ألومهم في عشقك ..و لكنني لم أفهم كيف لم يطهر عشقك أحقادهم الدفينات..

فلنصرخ يا قدس معا..

علنا نسمع الصم البكم

أولئك الذين هم كالأنعام او أضل سبيلا

و ان من الأنعام من يفيض رحمة و حكمة..

و إن من أبناء جدي من هم كيوسف لاخوته

حاقدين حاسدين كائدين كذابين

معلنين حربا..مخلفين عهدا..

خائنين..

مبررين شرّا متباكين شامتين

راقصين على أوجاعنا

قاسين...

سنصبر صبر يوسف على إخوته

حتى ننتصر فيأذن لنا الله بنصرنا..

فقد صرخت في عروقنا دماءنا

نموت نموت و تحيين يا قدس..

مهبط الأنبياء..و باب العروج إلى السماء..

عروس الأرض..ذبيحة قوم ابراهيم..

شهيدة الحب و الحق و الإيمان..

جامعة الأديان و الأصفياء..

أنبياء و صديقين و شهداء...


أنا يا قدسنا أحبك فَأَشْهَدِي..

و أَشْهِدِي قاتليك و موتاكِ..

كوثر العكاري

يا قدس‎