" انا و انت من البداية و الى ما لا نهاية "

جملة كثيراا ما رددناها سويا ممسكين ايدي بعضناا .. لقد كان الفراق شيئا مستحيلا لِكلينا ..

لكن القدر أوضح رويدا رويداا أن الفراق قدرنا .. كان للقدر رأي غير رأيناا نحن .. كان للقدر رأي مخالف لما رددناه سوياا ..

أَعلنت رحيلك الفُجئي لمرات عدة .. لكنك تعود خائباا كل مرة .. لتعترف انك بدوني لا شيء .. كَثُرت مرات رحيلك و كثُرت معها عودتك .. لكن آل بك المطاف للإعتياد حقا و شيئا فشيئا كانت فتراتُ مُكُوثِكَ بعيداا عني تطول .. كنت أنتظرك كل مرة ببلاهة .. أليس من الحماقة ان انتظر من تعمد حقا البعد عني و مخالفة الوعد الذي بيننا .. ؟؟

كنت أَعِي جيداا قِمة حماقتي و لكن بَقِيتُ أُبرر غيابك في كل مرة و احاول إقناع نفسٍ خاب ظنها بك .. نفسٍ تعلم جيداا أن رحيلك ذات مرة سيكون نهائي و بلا عودة .. نفس حبها الأعمى لك جعلهاا غبية جدا يا من كنت صديقي .. يحزنني جدا اني كنت أسامحك في كل مرة .. لقد كنت أحاول البقاء بجانبك بأي طريقة كانت و ذلك سبب كافي لعودتي اليك كل مرة رغم خذلانك لي .. أليس هذا قدر كبير من الحماقة ؟ أليس هذا كافي لأدعي نفسي بالحمقاء في كل مرة أتذكرك فيها أو تَحِن نفسي فيها للقائك ؟؟ أخيراا أظن أنني إقتنعت مأخراا أن فراقك ليس بخسارة و لاسِيَمَ حين أذكر رحيلك الأخير هه و ما قبل الأخير أيضا .. بدأتَ بخيانة و بعدها عدت لإقناعي بأنك مخطئ و أنك فعلا تحبني و أنه من الجدير علينا البداية من النقطة الصفر لنمحي كل سَيِءٍ مضى ..

و أوهمتني حقاا أنك صادق .. و بفضل حماقتي التي لا تُحصى و لاتُعد .. عُدت و كل رَجائي أنك ستكون مخلصا لي .. نسيت حقا أن من تخلى عنك لمرة و اثنتين و ثلاثة و...  قادر حقاا على التخلي عنك نهائيا ..

و جاءت النهاية أخيرا بخيانة أفاقتني  من غبائي و سُباتي العميق في حب لا نفع منه .. شعرت و كأن الحياة تقف في حنجرتي .. شعرت أني بحاجة للهرب من نفسي و من بقايا أحلامي و من الأشياء التي انتهت و أنا ظننتها أبدية لكنها خذلتني  .. شعرت بإنطفاء روحي و بسلبهاا مني .. شعرت بأشياء لا يمكن حقاا وصفهاا و لايمكن لأحد فهمهاا إلا إذا عايشها .. لقد كان شعوراا بائسا حقاا .. لكن بعد كل خيبة و نهاية بائسة بداية جديدة .. سَأُعَوِدُ نفسي على عدم التعود و أن نفسي هي خير صديق لنفسها و أن لا أحد قادر على سلب الحياة مني .. و سأكتفي بالبعض في حياتي .. و سلاماا لكل من يريد إزعاجي لقد استيقضت من سبات الحماقة مؤخراا ..