ما لفت انتباهي في الآونة الأخيرة هو الحرب العالمية الثانية، ومشهد إخلاء المنازل والبقع الحمراء على التراب وعائلات فقيرة تستقبل اللاجئين.

لا فرق لدي بين عامي 1939 و2016، فكلاهما يفتقر إلى التعاطف ووحده اللجوء من كشف عن الوجه الحقيقي لحياة الشعب الاجتماعية التي امتلأت بالأمراض والموت وتوسع فيها الفقر بتوسع الثقب الأسود بالحذاء.

شعب اليوم هو نفسه شعب تلك الحرب الذي يرى الطائرة غزوا جويا بينما تصفها له السلطة بوسيلة للتحرر، وبسبب هذا المصطلح سقط الملايين بالمذابح والإبادات الجماعية والمحرقة، وكان

التعاطف هو كل ما يحتاجونه للوصول إلى التغيير.

أصبحت الحرب اليوم سمة لبعض الدول العربية، فتخيل أنك بإحداها. .سوف يصعب عليك التخيل، فكيف أن تعيش فيها؟ فكيف أن تقرر تعمير الخيمة بدل بيتك؟ والذي يقوم بذلك كان مبشرا قويا للتحول الاجتماعي والسياسي، وهو نادر مادامت الشعوب تتعاطف مع سيدة مسنة كسرت ساقها وكلب دهسته سيارة من دون عمد وتنسى آلاف الضحايا الذين يتضورون جوعا وآلاف القتلى، وآلاف الجرحى، وكل شيء يتضاعف بالآلاف كالألم عندما تنحصر أصابع اليد بين الحائط والباب.

الطائرة لا تقصف، وإنما تبني حضارة خاصة بدولتها، ولا شيء يمنعها من فعل ذلك مادمنا لم نتجاوز الروايات التقليدية حول التاريخ البشري بعد، ولم نضع التعاطف والمنطق والنقد معا باستراتيجية التغيير.

وئام مسعود