نحن مهما طالت سنوات حياتنا ,أطفال في تصرّفاتنا ...

فما إن يتجاهلونا حتّى نغرق أنفسنا لا إراديّا في بحر من العبرات ...

و ما إن نستبدل بآخر حتّى نغمر بموجة من الحزن , تجعل أضواء منارتنا الموجّهة  للعالم تخفت شيئا فشيئا ..

رؤية ضبابيّة , مزاج متعكّر , غصّة عالقة في حناجرنا تمنعنا الحديث خوف الانهيار ...

الحبّ يا سادتي هو لعبة كرّ و فرّ ...و اللّعب سادتي هي للصّغار ...

ننصت لمن نحبّ يخبرنا عن اخرين قد دخلوا حياته مؤخّرا , فنتصنّع ابتسامة زائفة صفراء منافقة ...

نضطرّ إلى ابتلاع صدمتنا و حقيقة زائدة المرارة, حقيقة أنّه كان من السّهل عليهم استبدالنا .. حقيقة أنّنا لسنا مميّزين للدّرجة الّتي ظننّاها .. حقيقة أنّه سيأتي يوم نراهم فيه سعداء مع

أخر ليس بنحن ...

الحبّ لعبة تحتمل الرّبح كما تحتمل الخسارة ...

ومن من لا يحتمل الخيار الثّاني عليه أن يبقى خارج صندوق الرّمل منذ البداية ..

لأنّه ما إن يفكّر في الخوض في الرمّال حتّى تبتلعه تلك الحبّات السّاخطة النّاقمة المتمرّدة ...

و لأنّه من المحتمل أيضا أن ينقلب الرّمل وحلا...

الحبّ سادتي مغامرة قلّ من يخرج منها منتصرا , أو على قيد الحياة ...

فأغلب من أقدموا عليها غادروها إمّا مبتوري القلوب , و إمّا عميانا فقدوا نور الأمل من حياتهم ..

أعماهم الحبّ , أسكنهم قوقعة من الأحزان , شغلهم بالبحث عن حلول لمشاكل لم توجد أصلا ...

الحب يا سادتي على عكس ما يشاع ,الحبّ ليس للشجعان ...

فهو سادتي مغامرة الأغبياء .