"لا ينبغي للرجال أن تبكي، ففي ذلك مذلة وضعف"

من الأقوال المؤكدة لمكانة المجتمع الغير معافى. إن من مطالب العادات والتقاليد أن يحجب الرجل دموعه حتى لا تنكشف هشاشته وبشاشة مشاعره، فيبتلى بسخرية أصدقاءه وكأنهم ليسوا مثله، ولا يتألمون. هم ليسوا بحاجة لهذه الأقنعة التي يخفون وراءها أحاسيسهم، فمن حق الإنسان أن يبكي عندما يتألم ويفرح، يفارق ويحضن.

عندما يشعر بالخوف والنبذ من قبل الآخرين، من حقه أن يخرج المنديل من جيبه من أجل البكاء وليس السعال، عندما يتذكر أنه سيعود إلى بيت مغطى برائحته أمه رغم غيابها عنه لسنين، فلا تعنيه ذاته ومصلحتها وإنما همه أن يزور والدته كل مساء في المقبرة ويحمل معه مؤونة الورد والماء. كيف لهذا الرجل أن يسجن نهرا يتدفق من عينيه حتى لا تشبهونه بالمرأة؟ حتى تقولون عنه بأنه قوي؟ وهو في مرارة العالم يتخبط.

العين معطف لا يمتص دموع المشاعر، ولا تتحدد قوة الشخص بمدى قدرته على ستر دموعه أو إبرازها بل بخروجه عن اللامعقول. . عن المجتمع الخانق الذي لا يشرع دموع الرجل. يجب على الإنسان الواعي أن يدرك هذا وأن تتعلق حياته بالإنسانية وأن يرى الأشياء التي يعتبرها أنها ليست من شأنه في حين أنها يفترض أن تكون في طليعة اهتماماته.

وئام مسعود