Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
عذرا سيّدي
Molka Ben Bey - ملكة بن الباي
عذرا سيّدي , فلم يعد لك في حياتي نصيب ... ألم تدر بعد أنّي قتلتك من زمان ليس ببعيد ؟ يا من أغنيتني عن كلّ صديق و حبيب .... عذرا سيّدي , فانّي سئمت انتظاري لك كلّ ليلة على طاو لة العشاء , فيبرد العشاء , و أنت لم تأت بعد ...
سئمت من ذرف بحيرات من الدّموع , على أمل أن يأتي اليوم الّذي تسأل فيه نفسك : لم أعاملها بهذه القسوة ؟ لم ؟ لم أكافئ كلّ حبّها و صبرها بنكران الجميل ؟ و جفّت منابع دموع البشريّة جلّها , و لم يأت ذاك اليوم...
سئمت من ايقاد الشموع في عيد العشّاق , في عيد زواجنا , في عيد ميلادك و حتّى في عيد الثّورة , و لكنك ,كلّ مرّة , لا تأتي الّا بعد ان تتحوّل تلك الشّموع الى صهير , تماما مثل أشلاء قلبي ... نعم , قلبي ... أسمعت هذه الكلمة سابقا؟ قلبي هو ذلك "الشيء" الذي قلت عنه ,في الماضي , انّه ينبض بالحياة , هو ذلك الشيء الذي قلت انّه جعلك تعشق الحياة ...
ها أنت ذا اليوم , تدعسه بحذائك , بعد أن ان اقتلعته بيديك العاريتين , تاركا فجوة في صدري , فجوة لا زلت أنتظر ليومنا هذا من يهديني لطريقة لسدّها ... و ها أنا اليوم أستفيق من غيبوبة طالت مدّتها , لدرجة أنني لم أعد أميّز الحياة عن عدمها ... فتبّا لك سيّدي ... فمن أنت حتّى أعيش معك في عالم صخري , مجرّد من المشاعر الانسانيّة ؟؟ من أنت حتّى اتجرّع المرّ من أجلك؟
نعم , تبّا لك سيّدي , على كلّ دمعة ذرفتها , فنزلت على وجنتي كأنها حمم بركان انفجر في كياني .... عذرا سيّدي ... سئمت الحياة بسببك , رغم أنّك –أصلا- لا تستحقّ الحياة ...
أنا؟ لم أعد قادرة على حبّك بعد اليوم ... فيوم هجرتني , أعفيتني من خدمات ذلك’’ الشّيء ’’ الّذي طالما كان سببا في عذابي و أقراحي ... فشكرا لك سيّدي ... لأنك علّمتني معنى الحياة ...
بقلم
ملكة بن الباي
Website Design Brisbane
Tags: