لطالما تمنيت أن يحدث معي مثلما يحدث بالأفلام، ليس كذلك المشهد الذي تسقط به كتبي فجأة في الشارع وتسرع أنت لتساعدني على التقاطها وحين تلتقي أعيننا تعلن الحب، ولا أن أقود السيارة وتخرج أنت رأسك من نافذة خردتك صارخا: "يا آنسة هلا تحركتي ألا ترين الإشارة الخضراء!" ثم تتبعني إلى باب بيتنا لأسلمك رقم هاتفي وشتمة أبي، ولا أن نلتقي بالمكتبة وراء رف أسحب منه كتاب وتسحب آخر بالجهة المقابلة وتقول مبتسما:" صباح الخير، ماذا تقرئين؟ "

أو أن أدخل إلى محل، وأنت صاحبه أقدم لك النقود فتقول:" هذا مجاني لك وهذه الجوارب هدية مع القميص" اترك كل شي وانصرف.

لا أريد أن يحدث هذا، هذيان المألوف بالأسواق والشوارع والمكتبات والمقاهي والحافلات. .

دعنا نغير بعض الأشياء كأن أجدك كل يوم في المكتبة تجلس وحيدا بطاولة عجوز منهمكا بالقراءة ممسكا بخصلات شعرك ولا تلتفت حولك إلا حين تهم بالمغادرة وتراني أقرأ ولا تهتم
وتراني أكتب ولا تهتم وتراني أبتسم وتمر وتسمع حديثي بالهاتف وتنظر قائلا:" لو سمحت اخفضي صوتك قليلا"

أحمق ماذا سأفعل لأشد انتباهك! انهمر بالبكاء وجمع أوراقي فتأتي وتسألني إن كنت بخير، وتطلب مني بأن أحدثك عما يزعجني وأجيبك:" أنت!"

ولا تعود مجددا إلى تلك المكتبة، وبعد فترة مرهقة وطويلة أعثر على عنوان بيتك ونتبادل الرسائل البريدية ونحن بنفس المدينة.