Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
القارب بإنتظارنا
Mouhamed Jilani Omrane - محمد جيلاني عمران
الصياد روبرتو مارتينيز
كيف، لماذا و متى.... بل من أين أبدأ، أشعر بالفضول الليلة الرغبة في الغوص عميقا، إلى أعمق مكان قد أبلغه العودة غير مضمونة لكن المغامرة تستحق.... إلى مكان لم أبلغه من قبل و قد أقع في حبه و أرفض أن اغادره، إلى ذلك المكان اخذتني عينك اتعلمين ماذا قالت عنك فايا؟ " عيناك حلمي الذي سيكون كبيرا كما يحلم المتعبون كبيرا كخير بلادي" كبيرا كخير بلادي جلالة الكونتيسة أظن انك لم تبحري في أرجاء المملكة باليل من قبل الكونت آرتور نائم الطريق من هنا الى مخرج القلعة آمن كل حراس مسممين و البقية مقيدين، اطلب يدك هته الليلة فقط علها تكون الأخيرة في حياتي انا هنا لأجعلها تستحق أن تعاش بإمكانك تسلم خنجري و طعني الآن و انتهاء هذا الكابوس لكلينا و غدا ستصبحين الكونتيسة البطلة أو أن تضغطي على يدي بشدة و تجعلين سيف الكونت و حاشيته مسلطة على رقابنا منذ أن يكتشفوا اختطاف لك أو هروبك معي أو اختطافنا لبعضنا البعض.... انت تعانقينني ام أنني ثمل الليلة؟ حسنا القارب بإنتظارنا لنرى إلى أي عمق بإمكانك اصطحابي لنغرق في تفاصيل تناقضاتنا الغير معدودة....
نعم قد تبدوا لهجتي مبذلة و بذيئة إسئلي الكونت عن أجداده الذين قرروا أن لغة العامة لا يجب أن ترقى إلى لغة السلاطين لنتجاوز الفخامة و الرقي الليلة لأنها ستكون مليئة بالتناقضات و فرق الطبقات لنكن فقط انا و انت يا إليزابيث .... ارحمني لا أستطيع أن اتمالك نفسي أمام نظرتك تلك إشراق بياض بشرتك و انعكاس نور القمر في زرقت عينيك أمر لا يمكن تحمله أعلم أنك لم تعتادي أن يناديك احد بإسمك حتى جلالة الكونت لم يجرأ على ذلك لكنك تجردت بإرادتك من كل ذلك الآن نعم ستكونين ملكة للأبد لكن هته المرة ملكتي انا فقط.... ها قد وصلنا جلالة إليزابيث ستجبرين على نزع الكعب العالي الان و الا سأجبر أن على اعيدك إلى القارب كلما سقطت في النهر قواعد ركوب القارب ليست حكرا على احد كما أن تفسير الكتاب المقدس ليست حكرا على البابا لتذهب السلطة التعليمية إلى الجحيم و هاو فرق آخر يلوح في الأفق يا عزيزتي انا بروتستانت و انت كاثوليكية أو هكذا وجدنا أنفسنا و في تفاصيل هذا الفرق نجد احد اطرف الفروق حيث انني مجبر على إخفاء مذهبي و انت مجبرة على اضهاره.... يا الاهي انقذني قمر في السماء و ضوئه منعكس على النهر و قمر أحمله معي في القارب على الأرجح سيعلن الكونت عن اختطافك أو ضياعك أو هروبك بعد ساعات و سيكون ثمن ذلك رقبتي على الأقل لذلك لنجعل هته الساعات تستحق أن نعيشها علنا نوفق في أن نبحر حول المملكة و نغوص في داخل ذواتنا في نفس الوقت عزيزتي إليزابيث لا أملك صولجان-هرمس و كرسي بريش النعام بإمكانك أن تجلس على أكياس القمح و ان أردت أن تساعدينني بالتجديف سيكون هذا ممتع لا تشعري بالسخط لطالما كان هذا القارب هو سبب حصولك على طبق الأسماك الغالي الذي تحبينهفي صغرك نعم كان أبي الصياد الملكي و لأول مرة نتشابه في شيء ما كلانا نعشق سمك الرنجة من الطفولة
الكونتيسة اليزابيث
الكونتيسة اليزابيث
تقريبا انا الوحيدة التي انادي نفسي بإسمي اليزابيث فان بوبيل لست الكونتيسة و لا زوجة الكونت آرتور ولا إبنت الملك كارمن أنا ببساطه اليزابيث فان بوبيل.... اتدرين يا اليزابيث انهم يحسدونك على هته الحياة، حياة لم اختر فيها أي تفصيلة فرضت علي هي طريقة لباسي و كلامي و ابتسامة الدائمة لكل الناس الرسميين الذين يدخلون القصر.... هل هي الليلة التي تعطيني فيها الحياة فرصة لكسر كل هذا الروتين أو حتى تغيير كل حياتي ام انه حلم؟ ايا كان سأخوض المغامرة و أستمتع به.... كيف دخل هذا الغريب إلى القصر كيف وصل إلى بيتي هنا كيف لم يفعل الحراس شئنا بخصوص هذا سينفجر رئسي فضولا لكن مهلا، انه لا يمثل خطرا و ليس بتهديد لي و لا لزوجي و لا لأحد تقريبا انه الوحيد الذي في خطر اذا استيقظ الكونت أو علم بأمره احد الحراس كم يحتاج شخص من العامة من الجرئة ر الشجاعة و الجنون لكي يقتحم القصر و يسمم كل الحرس و يصعد إلى غرفة الكونت ليتغزل بأعين زوجته انا رسميا في حلم لكنني مستمتعة جدا به لا يوجد أن أحد من طبقة النبلاء قادر على فعل ما فعله، يا الاهي كيف اتمالك أمام سحر كلماته يطلب مني أن اطعنه أو أن اهرب معه اه يا ملاكي الجميل انت مخلصي من كل ما انا فيه.... مهلا هل عانقته فعلا يبدوا ان الامر ليس حلما قفط انها فرصتي الوحيدة للهرب و تغيير حياتي ربما تتاح لي فرصة للعودة ولكن الآن و للمرة الأولى اريد ان اكون اليزابيث فان بوبيل كأنثى عادية هي و مخلصها المجنون في هته المملكة لست الكونتيسة من الآن.... اعتقد أنني محظوظة مخلصي ليس وسيما و يجيد الغزل فحسب انه شاعر و فيلسوف مثقف عاشق للتفاصيل يحدثني عن الاختلافات العديدة التي بيننا ربما فرض أغلبها علينا كما اعلن كوني كونتيسة لا يسمح لي الحديث كالعامة و لا يصبح للعامة الحديث مثلي لكنني لا استمتع بهذا ابدا بل أحببت لهجته كثيرا انها صادقة و مضحكة بعض الشيء، هو لا يعلم أنه بمناداتي بإسمي حقق إحدى امنياتي ربما لم يحسن قرائة ملامح وجهي انا ممتنه له و لست حاقدة عليه.... ما هذه العبقرية و الاسترسال في طرح الأفكار و ربطها ببعضها البعض حسنا لم اعتد أن يأمرني احد لقد كنت ملزمة بإتباع البروتوكولات الملكية الصارمة لكن لم اعتد أن يأمرني شخص ما قبل أن يأتي مخلصي و يجبرني على نزع كعب العالي الذي صرت امقته، لا أدري إلى أي حد يمكنني التماسك أمام كلماته انه مخاطب بارع و لولا بعض الكبرياء الملكي الذي حفر في أعماقي بتتالي السنين التي عشتهم كونتيسة لوقعت في حبه من الوهلة الأولى.... نعم تناقضات أو مضحكات مبكيات ننهل منذ صغرنا في القصر علوم اللاهوت و اسرار الكتاب المقدس و نولي الطاعة الراهبات حيث يعتبرن هن صاحبات الفضل في كل المعارك التي انتصر فيها الجيش الملكي بمباركتهم للمقاتلين، الأمر يختلف عن البروستات كثيرا الراهبة في الكاثوليكية تسلم كل حياتها حرفيا لا تتزوج لا تغادر الكنيسة لا تتعلم الا ما أريد لها أن تتعلم و رغم أن البروستاتانت يتم اضتهادهم و هم قليلون جدا الا انه صدق في قوله إنه يجبر على إخفاء مذهبه و نحن نجبر على التباهي به، هيا يا مخلصي كن أميرا لمرة واحدة هذه الليلة خذ بيدي إلى القارب
كيف قتل التاج قلب الكونتيسة
-معذرة سأحتاج إلى التدخين انا اعمل على الإقلاع عنه منذ مدة لكن الأمر سيستغرق زمنا أطول، هل تريدين شرابا؟
-هل تحفظ وصايا المسيح العشر
-....
-سأعتبر الإجابة نعم
-آسف انا انا.... صوتك أحدث ضجيجا عميقا في ذهني لم أعد قادر على إستيعاب أن جلالتك معي
-ضننت انك تجاوزت الألقاب و جالالتي و نسبي و صرت اميرتك جلالة مخلصي
-مخلصك؟ الأمر يبدو أعمق مما يبدوا.... وصايا المسيح العشر ماذا عنها؟
-الوصية الرابعة
-اُذكُرْ يومَ السَّبتِ لتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أيّامٍ تعمَلُ وتصنَعُ جميعَ عَمَلكَ، وأمّا اليومُ السّابِعُ ففيهِ سبتٌ للربِّ إلَهِكَ.
-لنحفض يوم السبت او ما تبقى منه حتى طلوع الفجر، لتواصل التجديف في هدوء لا تدري قيمة المعروف الذي أنت بصدد اهدائه لي
-عله القمر الذي اكتمل بدره يرمي نوره آمرا البحر و الغاب بالسكون في حضرت جلالتك لأول مرة أرى الطبيعة تتواضع لكبريائك كونتيسة اليزابيث تجاوزت الألقاب و النسب لكن قلبي لم يتجاوز حبك، ما الذي انا بصدد اهدائك؟ أو مالذي يريده النبلاء من العامة و لم يحصلوا عليه؟ انت ادرى بكم الجيوش و الممالك التي تسعى إلى إسقاط مملكتنا و بلوغ عرش ابيك و زوجك و أخيك؟ ثم تقولين لي أنني بصدد اهداء معروف لك؟ هل تع.....
-.....
-هل انت معتادة على صفع الكونت آرتور أيضا؟ هل كان هذا لازما؟
-انا اسفة اسفة فعلا اعذرني لكن....
-لا داعي إلى ذلك اعتدت على صفعات من أيادي بحارين اشداء لم أشعر بشيء فقط استغربت منك قولي لي أن كنت تريدين صفعي مرة أخرى فقط لكي اواصل التجديف ولا نغرق
- لم تدع لي اي حل لاخراسك كلامك هذا كاد يجعلني انفجر انت لا تعلم شيئا عن الثقل الذي اعياني حمله كل يوم، المؤلم أن يرى الناس جحيمك جنة، أن يحسدك الناس على حياة تدعوك تفاصيلها إلى الانتحار، أن الناس سواء كانوا نبلاء أو من العامة لا يدركون أن السجن يبقى سجن حتى أن كان قصرا، أن السجان يبقى السجان حتي ان كان اسمه الكونت آرتور، أنه إذا فرض عليك منذ نعومة اضافرك نمط عيش معين لست مخير في تركه أو تغييره جزئيا فهذه عبودية حتى أن كان اسمها بروتوكولات ملكية، اتعرف ماذا قال هوميروس في الالياذة والاوديسة " إن حدائق الخلد لا تُجدي نفعًا إذا كانت سجنًا" ، أن يتم تسطير حياتك و حياة أبنائك و احفادك حتي من قبل أن تولد، أن تجبر على لعبة تمقتها و دروس لغة و لاهوت تمقتها و مقابلة ناس كرهت وجودهم و تجبر على مواصلة الابتسامة لهم، أن تحس ان صهرك جلالة الملك اشتراك من أباك الماركيز لكي في صفقة قذرة لتختلط الدماء و تزيد القوة و النفوذ، و الآن تقف بكل وقاحة لكي تقدم لي خطبة عن النبلاء و العامة و اننا أخذنا منكم كل شيئ ما عدى الأكسجين لأنها لغة تعجب العامة و تريح ضمائرهم فيما اضهر انا الكونتيسة الثرية السعيدة الجميلة زوجة احد أقوى رجال المملكة و لا أحد يدرك الفراغ الذي يثلج صدري لم يقترب احد من قلبي ليدرك ما أمر به كل المحيطين بي تحكم علاقتي بهم بروتوكولات ملكية قتلت الحياة في ذلك القصر و انتم لا ترون سوى ابتسامتي و ملابس فخمة و صور الكونت آرتور يأخذ بيدي لينزلني من العربة، انعقد صفقة؟ أصدقاءك عائلتك حياتك و قريتك مقابل قصري و كل ثروتي؟ ماذا كنت تظن عندما قدمت معك دون أن انبس بكلمة؟ لست روميو و لست جوليات أن كنت تظن ذلك، قدمت طمعا نعم طمعا تستغرب من امتلاكك شيء قد تطمع زوجة الكونت آرتور فيه و هو الذي سيهديني نصف المملكة أن أردت؟ مالذي يمكنك تقديمه لي و يعجز عنه الكونت آرتور؟ لنبد بالعناق الصادق الذي استشعرته لأول مرة معك خارج البروتوكولات الحمقاء و الأعراف الملكية حتى و إن تم اعتباره خيانه، تهديني تلك الكلمات التي داعبت انوثتي حتى و إن طمعا في جمالي أو ثروتي لقد احببتها و كنت بحاجة ماسة إليها كلمات صادقة و ليست ابيات مبذلة يشتريها الكونت من الشاعر الملكي ليرددها ببرود أمامي، تهديني المملكة التي عشت محرومة منها، تهديني نهر المملكة التي طالما سمعت عنه، انت لا تعلم أن كل شيئ وراء أسوار ذلك القصر كل شيء مثالي ملكي مرصع بالذهب و الأحجار الكريمة و بارد ميت كقلبي و ككل شخص دخل القصر و أمضى أياما فيه....
-مولاتي، دائما ما نجبر على الولاء و الطاعة و الأذهان و الركوع و التهليل و اضهار الامتنان في حالة مرور العربة الملكية التي تحملك انت و الكونت آرتور و لكن هذه المرة أعلن انك تستحقين كل تلك المراسم و أكثر بعد كل ما أخبرتني به، كيف؟ كيف تحملت و صمدت أمام كل هذا؟ كيف انعكس البذخ و الجاه إلى الضد كيف قتل التاج قلب الكونتيسة كيف كان قلبك متعلق كل هذه السنوات بأمنيات بسيطة نعيشها نحن العامة كل يوم كيف....
-اسكت من فضلك أسكت لا أستطيع تحمل المزيد فقط أردت أن ازيح بعض الثقل عن قلبي لا أريد مناقشة الموضوع أكثر، قلي لي هل هذا النهر يحتوي على اسماك خطيرة
-لا انها تعيش في مكان أعمق من...... ماذا تفعلين يا اليزابيث اننا نغرق هكذا
-هذا هو المطلوب الست سباح ماهر
النهاية
محمد جيلاني عمران
Website Design Brisbane