أتعتقد أنني أحبك؟

أتظن بأنني لم أخنك؟  

هل نسيت ما جاء بآخر رسالة وصلتك مني أمام مرآة غرفتي هذا الصباح؟

وجهي القبيح بعينيه الضيقتين وحاجبيه الباهتين وجذور أنفي الكبيرة وفمي. .الأعوج

أكرهكم جميعا بقدر كرهي لهذا الكون البائس مثلي، وسكانه الأشرار. .

1 جانفي 1990

ولد أبشع رضيع بالعالم مع بداية سنة جديدة تنتظر بها جميع الأعين رؤية أحداث جميلة، وتتلهف المسامع إلى أخبار سعيدة غير أن ولادتي عكرت صفو الجميع وصدمت عائلتي عندما رأتني،

وخسرت أمي. .

القبح روح ثانية تتبعني أينما ذهبت وكأنني قتلت صاحبها فبات يخيفني أو يؤنبني بملاحقته لي إلى كل شغل أقبل به الرفض الدائم، وإلى المقهى الذي ألتقي به مع فتاة أحببتها لا تعرف

حقيقة ملامحي فتأخذ محفظتها وتهرب بعيدا قبل أن أقدم لها نفسي من جديد، وكأنني وحش خرج من إحدى أفلام الرعب ولم يستطع أحد أن يقتله بالرصاص فقتل بالكلمات والنظرات

العنكبوتية والضحات الكريهة. .

هل فهمتم؟

أنا أكره الناس. .وطائر النورس وقطي الذي خدش وجنتي مؤخرا سعيا بأن يزيد من قبحي ويقلل من عدد الأماكن المنبسطة بوجهي واللطيفة نوعا ما. .

كلما قدمت قطعة حلوى لطفل رفضها، وابتسمت بوجه مار سخر مني، وجاري المسن يخبرني بأنني بسن الزواج. .وكأنني وجدت فتاة ترضى بقبحي ورفضت!! أو ربما هو الاستهزاء بحلة

أخرى. .

إنها العبثية. .إنها اللعنة والحقنة القاتلة أن تلد بمجتمع يرفض اختلافك ووسامتك الغير مألوفة. .قرف أن يأخذ شيء من يداي وعار حقيقي أن أقبل للزواج أما الانحطاط فحين أوظف بعمل

أرتدي به زي رسمي وربطة عنق. .ينظرون إلى بعين ذابلة تعكس حيوانيتهم مقابل إنسانيتي، بقلب خبيث وعادات تحاسبني وكأنني خلقت نفسي! وكأنني كونت أصابع قدمي الطويلة

ونفسي الطيبة. .وكأنني من خير الخروج إلى هذا الظلام بدل عتمة بطن أمي. .

اه لو تعرفون الشخص الذي بداخلي من يكون هو حقا مختلف تماما عن الذي أمامكم الآن. .ستشعرون عندما ترون أي قبيح أنه أنا، وسترغبون في التحدث إليه لمعرفته حقا من يكون، وعندها

ستندمون كثيرا عن الذي فعلتموه بي، ولكنني لن أغفر لكم!