ضايعة... نلوج فيّا وسط الزحمة و في ملامح الناس المتعدية بالك في وجه مالوجوه نراني و نعقلني... بالك نتذكرني.. بالك بين الحس نفرز صوتي و أنا ندندن و نغنّي...

لوّجت في وجه طفلة صغيرة، شفتني في براءة عينيها و في الورد اللي مالفرحة نبت على خدّيها... و رجعت شفتني في تجاعيد مرا كبيرة.. و في لكموتة شيب في شعرها و تجاعيد إترجم رحلة طويلة...

و شفتني في تقويسة ظهر... و في ريحة تراب بعد ما صبّت المطر...

شفتني في توشويشة حباب... و في تعنيقة أصحاب... شفتني ضايعة في مدينتي بين الأبواب...

بين باب الفلة و باب بحر... و شفتني في ثنية سفر... و شفتني شطر... ينقصني شطر...

و شفتني في عينين امي كيف تحكي على صغرها... و في ڨربيطة حمرا تزين بيها شعرها...

و روبتها اللي بالنوّار..و في جريتها وسط لخضار...

شفتني في شونها و أنا عمري عامين... ما نعرف شي على الدنيا و رواندها و الناس اللي بالكره معميّين...

شفتني أما ما عرفتنيش...وينها البراءة و الحركة و التفرفيش...

وينها النار الوڨادة اللي شبهوني بيها... و ينها الحدّة اللي تسمّيت عليها...

وينها السهام اللي كانت تصيب الأهداف... ولات فريسة تحصل في منداف...

منداف إسمو الدنيا و ظروفها... مشاكلها، صدماتها و كفوفها...