Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
رسالة الوداع
Hayet Romdhane - حياة رمضان
لم أكن انوي ان أثبت لك يوما أنني امرأة إستثنائية، كنت أظن أن حبا إستثنائيا كحبي و إدماني لك كفيلا بأن يجعل مني أسطورة..بأن يجعل مني ٱمرأة لا تنسى..و لا تمحى من الذاكرة..أشهد أنك قد نجحت في تغيير صيغة السطر الأخير لحكاية كنت انا البطلة فيها..أشهد أنك رجل لا تهزم..أذكر أنك قلت لي ذات عناق، " انا أحبك جدا لكن لا تغتري فما أنا عبد سيدة و كأس..أنا رجل لا يخشى الخسارات يا سيدتي.." أشهد أنك رجل الكبرياء بٱمتياز و أشهد أني ٱمرأة لا ترى للحب شعورا منافسا..حتى مع الوجع. أتدري كم كلفني هذا الحب من روحي وجسدي !+
منذ فراقنا و أنا أتساءل، هل كان من الضروري أن أجلد مائة جلدة لأدرك أنك لن تكون لي، هل كان من الضروري أن أقتل أمامك، أن أظهر بوجه مشوه بكل آثار الندوب التي خلفها عشقي لك، هل كان من الضروري أن تراني و انا ألتقط أنفاسي الأخيرة لترضي غرورك ؟! اليوم أدركت..أدركت ما معنى أن يؤلمك من تحب، أدركت أيضا أن لا ديون مع الحب..
سيظل حبك أكبر جريمة إقترفتها في حق نفسي، و سأظل في المنفى إلى أن يحين حكم الإعدام على يد رجل ٱخر! رجل سيحتل جسدي أما أمنياتي فأولها أنت و آخرها أنت.
حين رحلت، منذ سنة و نصف، أوهمت نفسي أنني أحكمت جدا غلق باب العودة إليك، محوت من ذاكرتي كل شيء كفيل بأن يعيدني إليك..نسيت كيف يكون الحب معك، صورنا القديمة، رائحة عطرك، تلك المقاهي التي ٱعتدنا الجلوس فيها، اتصدق اني مررت منها مرة واحدة بعد رحيلك و كانت صدفة!! أتصدق أني رأيتك في وجوه كل من مر بجانبي يومها!؟ أتصدق انني على هذا القدر من الصدق و السذاجة أحيانا! لكني و مع مرور الوقت ايقنت أنني مخطئة جدا، أنا لا أحبك..فأنت أكبر من مجرد حب..أنت تسكنني، تسري في جسدي وفي دمي، أنت جزء من ذاتي و كياني..أنت أعظم من مجرد رجل في حياة ٱمرأة..أقولها بكل جرأة فاليوم يوم الإعترافات و لا شيء لدي لأخفيه..فبمجرد سماع بحة صوتك، إختلت كل الموازين، و نسيت معنى النسيان.
لا شيء أيضا أوقفني حين كشفت أوراقي كاملة قبل حتى أن تبتدأ اللعبة، حين ظهرت أمامك بعد ما أستنفذت طاقتك و رغبتك في أسترجاعي..فأطفأت بريق عيني كما ٱعتدت أن تطفئ سيجارتك وتلتفت بلهفة لتشعل أخرى..لكني ما عدت أشعر و لا أهتم.
قبل أن أضع على شفتيك قبلة الوداع، سأخبرك سرا، لم أعد أكترث إن كنت أحمل سرطانا أم لا، فأنا منذ ذلك الحين و أنا أحمل سرطانا نفسيا انهكني، دمرني و أنهاني..سألقي بكل أسلحتي و أقف أمام الموت بجسد عار و روح طاهرة كطهارة حبي لك، كطهارة جسدي و روحي حتى و إن أنكرت ذلك آخر مرة.
لا أريد أن أثير شفقتك مهما بدا أمري محزنا و مؤسفا فحتى كرهك لي أشرف من شفقتك علي.
بتاريخ اليوم ستكون النهاية لكل شيء لكل شعور، لكل حقيقة و لكل وهم. بتاريخ اليوم ستكون أيضا البداية لحب بطعم جديد و نسق جديد. سأدفن كل شيء يعيد ذكراك و أمضي..أعدك أني سأستأصلك مني، أنت و الورم قريبا..فإما أن تكون نهايتي وإما عمر جديد..و في الحالتين أكون قد شفيت.
حياة رمضان
Website Design Brisbane
Tags: