كانت عاشقة، تحمل له حبا خرافيا، حبا جمّا سخيّا، حبا طاهرا و نقيا، فتاة مثلها بحنان القطن و شاب مثله بصلابة الفولاذ، كانت شفافة كالماء، و كان غامضا، كان الاختلاف عميقا، هي  تعتبر النظر إلى غيره خيانة و هو ينظر في جميع الاتجاهات، كانا يشبهان المدّ و الجزر لكل فيهما إتجاه مختلف.

هي فتاة تحت تأثير الحب و وطأة الكبرياء، و هو لا يلاحظ، مغرور، يهوى الجفاء،  هي تعرف أن الطريق إليه مستحيل و أن المصير هو الرحيل، لكنها تصارع قلبها الذي تتسارع دقاته نبضا باسمه، يكبر الحب في قلبها كل يوم، تمتد أغصانه أكثر فأكثر   ، الحب فيها الآن،  جزء لا يتجزء، لكن رغم كبره،  لا زالت تأبى البوح به...

شمعة أما خسارة مطفيّة، بيضاء ..كحلة.. و رمادية... ماكلة على راسي ، ذايبة ،ما ننفعش في الثنيّة... شمعة أما ما تضوّيش.. شمعة ضوّات و طفات و ترْكت و تنسات، ضوّات ثنايا و دروب و حتى القلوب و طفاوها أول ما وصلو للمطلوب..

أول ما وصلو لآخر الثنيّة و يلقاوها واضحة و جليّة خلاوني انا على عتبة منسيّة، و قالولي أحنا وصلنا ونّستنا في هالثنيّة الطويلة... أرجع وحدك و إلا خليك هونيا ماليوم ما عندكش أهمية... ماعادش حاشتنا بيك... ضوّي لروحك، ضوّي لغيرك ...انت و ضميرك.. : -انا بريت بعد ما كنت معمّل عليك ...

أول مرة لمدة جمعتين نحط الستيلو فوق الورقة و نقعدو الزوز ساكتين.. مستانسة في راسي جوجمة، برشا حديث، نعبر عليه بضحكة، بملام، بخزرة، بتذبيلة، بعركة مالحيط،  بشعر و إلا بأي كلام.. ليوم و لبارح و لمدة برشا أيام،  ضاع عليا الكلام...

ستانست نشكي للورقة كيف يصعب عليا الكلام، كان حب، كان وحشة، كان خنقة، كان كره ، كان ظلم، كان ملام... نحط يدي على الورقة و الستيلو ما يخلي في قلبي حتى كلام... هل المرة سبقتني دموعي.. كل شي ضاع، تسمرت قدام الورقة و عكشو يديا هل مرة ما نجموش يوصفو الي بيا...