Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

متاهات التواجد

confusion-perdueOumayma Oueslati - أميمة الوسلاتي

يمد يده إليّ تستجدني الدفء و الراحة ، و كنت أرمقه بعين ساهرة كأنه يتعسر معي كلما رآني أتأوه .. لم أحبه كتلك الليلة ، لعله الخطف ، و الإنبهار .. و أحاول ــ رغم كل شيء ــ أن أبتسم .. كنت أعرف أن إبتسماتي تطمئنه ..

وكأنما أراه يسير بعيدا .. أريد التعلق به ، لكنه يبتعد رامقا الأفق الذي أحمر فجأة كأنه الإنفجار .. دون أن يلتفت يقف ويطلع إلى الأعماق متسائلا عن الذي كان و ما سيكون .. يلوح بيده كأنه يودعني .. و أحس بتمزق في الأحشاء فأدعوه بصوت عال .. خافت لا يسمع .. أقول :" تعال .. تعال.." و يمضي .. أتقطع .. شراييني تنفتح .. هل هو معي ؟

في حنو دافئ يتحسس جبهتي . أفتح العين .. يعاودني الإطمئنان .. هو دوما بجانبي .. و يلعن الألم الذي أخذني من جديد .. و المطر يهمي موسيقى شاحبة .. و إذ توقف النبض، ثم تصاعد الدم من جديد .. و إنزلق السكين الحاد على الحافة .. تلملمت .. و ينفتح الكون على أعنف الألام .. نعم قتلته .. قتلته خشيان ضياعه مني .. فقد غرست السكين في صدره و تدفق الدم الحار .. و إتخذ الألم في صدره ٱلاف الٱشكال و الصور و الهيئات ، يسري تدريجيا كالحمى ..

أتخيل نفسي أتقبل الطعنات الأولى عوضا عنه و أتخيل نفسي أتوجع .. ٱصيح .. ٱصيح .. ينفطر منه القلب و كان الوجه منه مسلوبا .. و يظل صامتا يرقب الموت الآتي .. أحمله و كادت الدموع تغلبني .. يفتح العين يغمض الجفن .. أبكي فيقول و هو يقبلني : " عشت ما فيه الكفاية .. حسنا فعلت .. " شرقت بالدموع ... أستلقي بجواره .. شعرت أثناءها بإنقباض .. ليلتها لم أنم رغم التعب و الإرهاق .. ماذا أفعل و ماذا أترك و أنا على الجمر لا أعلم أين المفر ؟

و في الصباح أكون كما يجب أن أبدو ، صادقة أبدو ، و في القلب الوجع و على هذه الحال أتردى في متاهات التواجد الذي لا يوجد ....

أميمة الوسلاتي

متاهات التواجد