Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
طفل النفايات ..
Ghada Tawes - غادة طاوس
رأيت صبيحة اليوم طفلا يبلغ تقريبا التاسعة من عمره .. هيئته تبكي الحجر ... كان طويل القامة يعاني من الهزال حيث أن أضلعه تكاد تخرج من جلده .. كان يلبس قميصا ممزقا لم يبق منه الا قطع معدودة من القماش...
قميص يكاد ينتفض من كثرة الغبار الذي يغطيه ... و سرواله .. الذي كان متسخا و واسعا جدا .. فيظهر أنه يساوي ثلاثة أضعاف مقاس هذا الطفل .. و خفين مخصصان للبحر حيث أنهما يعريان كامل ساقيه في هذا الطقس وهو يجول داخل فضاء ممتلئ بنفايات منازل الحي ...
انه يملك جمالا مختبئا وراء غبار كثيف يغطي كامل وجهه ... كان يحمل كيسا كبير يضع فيه كل ما يلتقطه من نفايات تفي حاجته .. استغربت كثيرا فلم يكن على وجهه أي علامة من علامات البؤس أو السخط على هذا الحال .. فكان يبحث عن النفيات بابتسامة فيها مزيج من الحزن و الأمل .. و ما ان وصل الى نفاية بها بقايا أطعمة منزل ما .. حتى قدم كلب .. يريد أن يأكل من تلك النفاية .. فضربه الطفل بالحجارة .. و كان الكلب يقاوم بالنباح .. حتى ياس من أنه سيكون له نصيب من تلك النفاية و ذهب بعيدا .. و بعد أن جمع الطفل ما يفي غايته من النفايات ... حتى وضع كيسه الكبير في عربة يبدو عليها القدم .. ثم جرها مبتعدا شيئا فشيئا ... تاركا بسمته المزدوجة في تفكيري ...
ثم جرى في بالي أسئلة كثيرة .. من المسؤول عن وضعية هذا الطفل ؟؟ .. ما سبب تلك الابتسامة الغريبة وهو في ذلك الوضع ؟؟ .. كيف سيكون مستقبل هذا المسكين ؟؟ .. ترى هل أنا الآن أكتب للحمامة الزرقاء ...؟؟ أم للفأس و المنجل أم ل ....... ؟؟؟ أم لكل مواطن تونسي سيشعر بحال هذا المسكين (بغض النظر عن انتماءاته و اقتناعاته و .. )
(قصة حقيقية )....
بقلم غادة طاوس
Website Design Brisbane
Tags: