Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

بعد أن جاء موعد الوحدة

letter-man-loveNabil Dabbous - نَبِيلْ دَبُّوسْ

ليس بإمكاني أن أجعلك تفهمين .. ليس بإمكاني جعل أي شخص أن يفهم ما يحدث بداخلي .. ليس بإمكاني حتى تفسير الأمر لنفسي ..

رغم أنّنا نؤمنْ أنّ إختيارَ العقل

أكثر صواباً غالباً

إلَّا أنّهُ يصعُب التّخلّي عَنْ أشيَاءَ

إخْتارتهَا قُلوبُنا لكنّ هناك أصعب الذكريات هي : ﴿ذكرايات الصّداقة﴾

عندما أسترجع شريط أيامنا معك

و أبكي على أيّامٍ لم يعد لها وجود

أوَ تعْلمينْ لا أنْفَكُّ من قول هذا فِيٰ نفسيٰ ..

﴿إحتضن في قلبك من يستحقّون أن يكونوا معك في كل مكان فوحدهُم من يمنحونك الودّ الأنيق و الإحترام الدّافئ

من يجعلونك ترى الحياةْ بلونٍ مختلفْ﴾

لأنّ ببساطة البعضُ خُلِقَ ليَكُونَ قِطعهْ مِن القلبْ مَهما أوجعنا لا يمكن إستئصالهِ وَ لا حتّىٰ نسيانهْ

فمَشَاعِرُ الإنسانْ منْ أسرارِ الرَّحْمَــٰنْ

يَضعُ مَنْ يشَٰاء فِيٰ قلبِ مَنْ يَشَاءْ

أنا لا أدمن هاتفي و لا الإنترنات فهو فقط سبيلي الوحيد لوصالي بك

‏لن ينسى الله إبتلاعي للكلام من أجل أن لا أزعج من أوجعني لن ينسى عتبًا كتمته ولا قهرًا ولا ألمًا بحقي سكتّ عنه ..

لا أحد سيعرف إلى أيّ مدى أنا أتعب ، فظاهري مُنظّم ، وتفاصيلي الهادئة لا تشيرُ بمقدار التعب الذي تضمره ، ولأنّنِيٰ أبتسم كثيراً لن يشعر بي أحد

مع علمي بأنَّ جلّ ما أخشاه .. أن لا يكون لترتيب فوضاي أيُّ قيمة و يأتي أحدهم بفترةٍ وجيزة .. ليُعيد لي الحيرة أناَ الذي اجتهدت كثيرًا للوصول للسَكينة .. لكن لم أعد أبالي هل تعلمين

لماذا يا سيّدتي ..

لأنّ الحُبّ يا سيّدتي .. يقصف قلوب الآمنين كما هي الحرب تقصف و لا تعرف للآمنين بيوت ..

فأنا يا سيّدتي أنا ذلك الغريبُ بأرضٍ لا أراكَ بها

الروحُ عندك إن ما سافرَ الجسدُ

في ضجة الناس بات الشوق يعزلني

كأنني في بلادٍ مابها أحدُ يا سيّدتي ..

أو تعلمين أيضا يا سيّدتي

نعمْ أحْبَبْتُكِ يا عَزيزتي و عَلِمْت أنّي أحمَقُ

فالعَيْنُ قبْل القلب تَعشَقُ

و العَينُ يا سيّدتي مثل الغُرَاب

لا تَمِيل سوى لمَا رَأتْه يَبرقُ

و أنَا الذّي أحبَبْتُكِ كمَا طَلَبْتِ

بسيطةً، عفويةً،

لا حيّةً تَتمَلّقُ

أحْبَبْتُكِ بكُلّ زَيٍّ لَبستِهِ

رثّ وبَالٍ أم عَقيقٌ مُنمّقُ

فبِتُّ بعدَ أنْ كُنْتُ مَالِكَ مُهجَتي

عبدًا بأشوَاق الحَبيب مُطوّقُ

فمَا نَالني ودُّهَا، و أنَا الذي

في حُبِّهَا

يومًا من بَعدِ يوم أَغْرَقُ

طَال انتظاري للحَظَةِ أصيرُ

فيها منْ بعدِ رِقٍّ مُعْتَقُ

لا تَبْحَثِي سيّدتي عن الزُّهور و الحُقُول

فوَحْدَها النّجوم تَبْرُقُ

ووحدها الشمس تَرقُّ لحَالَتي

ووحدها السّماء عَليَّ تُشفِقُ

بَعض النِّساءِ يا حَبيبتي اليَوم

لا يَحْكُمهنّ حبٌّ

و لا لَهنّ في العُقول مَنْطِقُ ..

فاليوم فقط أحسست بمدَى حُمقي و أنَا لا أكفُّ عن حُبك .. أحسست بغبَائي و أنا أُلخِّص وجوه النّساء في وجهك .. وأرْسُم مسار حياتي علَى صفَحَاتي بحبر الحَيَاة و ريشة أوْهامِهَا ..

نعم كنت غبيًّا، حين ظننت بأن النساء من بعدك ينقرضن ..

أنا الذي ضيَّعْتُنِي حين بَكى القَلب يومًا خوفًا على قلبِه أن يَضيع .. وخوفًا على ثَلْج صدْري من ظُلم شمسِ الرّبيع .. وخوفًا على الحُزن يتركني بعد أن صارَ منِّي كطفلي الرضيع ..

عَفْوًا سيّدتي .. إنِّي لَمْ أَخْتَرِ الصَّمْتَ .. لكنّ عَفَافَكِ سيِّدتي يَخْنقني، يحبس صوْتي في صدري .. يَقْتُل كلماتي في المَهْدِ .. يَئِدُ الحُرُوف بين الألف و بين الياء، وَ يَدْفِنها في لحدِ الصَّمْتِ ..

لقد سَجَنْتُكِ حُبًّا بالقَلْبِ، وَأَوْصَدْتُ بَابَه .. فَلَمَّا ضِعْتِ مِنِّي ضَيَّعْتِ مَفَاتِيحَه ..

فَلاَ سَبِيل لُحُبِّكِ أَنْ يُغَادِرَنِي .. وَ لاَ سَبِيلَ لِودِّ غَيْرِكِ أَنْ يَدْخُلَ السِّجْنَ ..

فالحب يا سيدتي .. لا ينمو بشكل عفوي بل يكبر بالكلمة الطيبة والتضحيات والتغافل المحمود والرعاية .. و تلك أشياء لا تحتاج إلى موهبة بقدر ما تحتاج إلى جهد ..

.. اليوم وبعد أن جاء موعد الوحدة ، دقّت نواقيس البرد في قلبي و تجمدت كتلة العواطف في عقلي  تراني إن أُبالي فلا أُبالي يوما و إن أردت النوم لا أنام ! و إن مللت أشقى  .. عواصف

بالعواطف و خوف من ظلمات الليل القاسية ترميني بين أحضان السهر، تعاسة القلب و تعاسة القدر، فما عاسايا أفعل غير ترقب بزوغ فجرٍ تليه شمس و دفء من السماء يكفيني عن البشر
..

لكن مع ذلك فأنا آﺷﺘَﻬﻲْ ﺭُﺅﻳَﺘُﻚِ بِقُربِيٰ

ﻝِ ﺃﺭﻭﻱْ ﻟَﻚِ ﻣﺂ ﻳَﻔﻌﻠﻪْ ﺍﻟﺸَﻮﻕْ بِقلْبِيٰ ﻛُﻞّ مطْلعِ فَجْرٍ !

نَبِيلْ دَبُّوسْ

بعد أن جاء موعد الوحدة