Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

إبن اللّه

violence-conjugale-soeur-frereHoussem Hfaiedh - حسام حفيظ


كل يوم كنت نفيق على صوت صياح أمي ، الحيط ملطخ بالدم ، خسلات شعرها مريّش في القاعة ، حوايّجها مقطعيّن  ، ووجهها مندوب، وماعون الدار مكسريّن والدار خايّضة ، وتبكي في تركينة وحدها  ...
المشهد كل يوم يتكرّر في الصباح ،وفي الليل وأنا بديّت نكبر وفهمت بلي المسمى " بابا " كان يعنف  في أميّ على خاطر ماشي فيبالوا كي يضربها حق مكتسب ، وضرب المرأة رمز للرجولة في عصرهم ، وشيّخوا الداعشيّ في الجامع قالوا "وَاضْرِبُوهُن" .

وياخذ حاجتوا الجنسيّة بالقوة ، وباعد ميكمل  يفرغ شهوتوا بإعتبار المرأة عندهم وعاء جنسيّ فقط ،يطفيّلها السيڨاروا في أفخاذها ،
ويأمرها تلبس الحجاب وكلاسط في ساقيّها باش متكشفش على عورتّها ، عورة المرأة في ساقيّها وفي شعرها ، المرأة عندهم ناقصّات عقل ودين ، وناقصّات قوة ولازم يتعرضوا للتعنيف والتقشيّف والضرب والعنف والإهانة لأن المرأة كائن ضعيف والراجل عليها السلطة إنوا يتحكم فيها .


أمي تبكي بالصوت ، وكانت كي تسمع كوبة الباب دارت كانت تترعد ، تخاف ، تجمد ، وبدنها يبدا يرعش وحدوا ،وتدخل في هيستريا متاع بكاء ونديب ،  يدخل ياكل ، يسّب ، يدعيّ ، يضرب ، ينعل ويكرّكر أمي لبيت نومها نسمع كان في صرافڨ .
أمي تبكي وتعيط وتصيّح:

"أسكت ولدك يسمع ، عيّشك ، بجاه ربيّ ، بجاه النبي ّ، بجاه سيدي عليّ ، بجاه ميمتك سيبنيّ ."

، نسمع كان في الفرش يتهز ويتنفض ، وصوت أمي مبحاح لين تدوخ ..

وصوت المسمى "بابا" يكفر ويسب ويبزق على أمي ، ومن جملة السبان يقوللها " يا عاهرة"

"الكلمة منعرفهاش ،لكن كي  كبرت  دخلت ترجمتها على "الڨوڨل" ، هي تعنيّ إمرأة فاسدة الأخلاق وتمتهن الدعارة  ، وعند العرب  ، يڨولو بليّ العاهرة هذيّكا هي إلي تمشيّ مع الرجال .لكن أميّ من دارها متخرجش ، تفيق قبلوا ، تغسلوا ساقيّه ، تحضرلوا فطوروا وتزيد تحضرليّ كرطابتيّ
باش نمشي نقرى ، وتزيد تمشيّ تخدم مع نساء الحومة في سانيّة "عم صالح" الفلاح إلي يجيها يزمر بالتركتور باش تركب من تالي في  الريموركا وتحط فوق راسها شكارة باش متتبلش بندوة الصباح ،أمي هي إلي تخلصّ الماء وتخلصّ الضوء ، وتخلصّ الإتيد متاعي وتشريليّ لبستيّ ، و هي إلي تبوسنيّ وتحملنيّ وتحكيّلي وفي شونها تخبيّنيّ ، أمي هي إلي تشريليّ لبسة العيد  وتدوشلي وتحكليّ ظهري ، وتهزنيّ نتدرجحّ في دحدحّ ، أميّ هي إليّ تمشيّ لسوق وتكاليّ شكارة الخضرة ، أمي الي تذبح الدجاجة وتشري العلوش في العيد  ، أمي إلي تمد لبابا حق الدخان ، وحق باش يمشيّ يسّكر في "بار فرج" خاطر تخاف منوا  ، أمي هي إليّ الصابرة المتحملة ، الشاڨيّة المحتّاجة ، التاعبة المغبونة المقهورة  ، أميّ هي إلي تاكل الطريّحة، والسؤال يطرح نفسو هل أمي عاهرة ؟ أم عهر العقول المتحجرة إلي حصروا المرأة في الأعمال المنزليّة والجنسيّة  وإذا كانت أميّ برغم الأعمال هذي لكل والتضحيّات لكل بابا يقوللها يا عاهرة ، فبابا شنوا ؟!
، أمي ليست بضاعة تباع وتشترى ، أمي جوهرة ناصعة فوق جبل أميّ الشمعة الضاويّة في آخر نفق مظلم ، أمي ڨمرة وسط الغيّوم ، أمي كحل العيّون ، و زين الحقول ، وجمال السبول في الحقول ، أمي نور العقول ، أمي الحبور والسرور ...
أميّ الشتاء ورويّت الماء ، أمي زين السماء .
أمي ريحة الخبزة من  الطبونة أمي إلي عيات وهي هازتني فوق الكرومة  ، أمي هي النوارة إليّ كانت مزينتليٌ حياتيّ انا أيهم.

أيهم إسمي 27 سنة ، صيدليّ ، ومدير جمعية " هّن "  لرعاية مرضى السرطان ، جمعيّة صغيرة موجودة في " لافيات "
أمي ّماتت بسرطان عنق الرحم عفانى وعفاكم اللّه ،
والمرض هذا بإختصار شديد هو مرض ينتقل من خلال المعاشرة الزوجيّة على خاطر بابا كان كل ليلة يبات  مع العاهرات ويصرف عليهم فلوس أمي إلي خدمت بيهم  ، ويروحلها سكران يضربها ، يبزق عليها ، يعذبها ويحقرها ، أمي  العفيّفة النظيّفة يقوللها يا عاهرة ،
وفي ليلة باردة ، صڨعها هابط ، رعدها يرعد ، مطرها تصب ، وشتاها خيّطين من السماء ، هواها يزفر ، تعشيّت معاها ، رقدت في شونها شميّت ريحتها ، لعبت على إيديها بعروقهم البارزة شفت الشيّبات الي في شعرها ، عيونها المحوقة ...

هبط عليا سطل بارد من الماء ، أمي توفت ، قلبها وقف ، عروقها خرجت ، منتذكر كان كشكوشة صفراء خارجة ...بدنها يتهز ويتحط وهي تكح ، وفي الدم تضخ ، صوتها متقطع ، نتصّرف نجيّبلها شربة ، وماء وزهر ، وحطيتلها مغرفة سكر ، ..

.لكن أمي توفت
حاجات خلتهم فيا وخلونيّ
فراڨها طفى ضوء عيوني ّ
طير النوم من جفوني ّ

، وأحيّت

أمي  رحلت لعالم خير ...

ّوقبل متمشي ّعنقتيّ ، ظمتنيّ ، باستنيّ ، ودعتنيّ ،بكتنيّ وجعتنيّ ، فراقها حمصنيّ ، غبيّنتها وجعتنيّ ،  وخلات في رقبتيّ سلسلتها الذهب ، الي خدمت باش تشريّها بالتعب ...
كنت كل مننجح
نكتب
"Admis"بشيّب أمي

بشيّبها بتعبها ، بنظالها بقوتها ، كنت نحس بلي إبن الله وإبن الخالق ، بعمري لا انتميت لبابا ولا كنت نحبوا ، كنت وأنا صغير نعتقد بلي أنا ولد ربيّ ، ربيّ نفخ في صورتي وحطنيّ في كرش أمي
فأنا إبن اللّه .


حسام حفيّظ

إبن اللّه