Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
أحلام كبيرة #7
اعتذرت من نذير ، لاتزال في نوبة من الغضب لا تسمح لها بقضاء ليلة معه ... هكذا هي ايلين ، لا تقدر على السيطرة على نفسها ، هي بركان ان ثارت ، تغمر نيرانها الكل ، لذلك أصبحت تحاول الابتعاد عن الجميع في حالات غضبها ... رفض نذير أن يعود أدراجه ، أراد فقط أن يشم عطرها ، أن يحس بالدفء الذي افتقده ، اتكئ على كتفها و قضى الليلة يحكي لها ، قصصا لا تذكرها ، كانت شاردة الذهن تخمن ...
"انا تلك الفتاة التي عانت طويلا ... احبت و فرحت، بكت ، خالت باب الأمل قد فتح ... لكنها خسرت ، خسرت الكثير ، خسرت حبا ، دفعت ثمن الوفاء دموعا ، ازدادت قوة لتدخل تجربت كهاته التجربة ، لكنها الآن ترى النهاية ، قريبة كانت او بعيدة ، فهي تراها .... ستخسر يوما من جديد ، كل مالها ، فاما ان تخسر نذير و تواصل طريق الاحلام ، ام ان تخسر بعد سنوات كل حياتها ، سيهجرها نذير ، و تهجرها الجماهير ، و يهجرها جمالها ، الى ان تهجر روحها جسدها .... "
"انا تلك الفتاة التي عانت طويلا ... احبت و فرحت، بكت ، خالت باب الأمل قد فتح ... لكنها خسرت ، خسرت الكثير ، خسرت حبا ، دفعت ثمن الوفاء دموعا ، ازدادت قوة لتدخل تجربت كهاته التجربة ، لكنها الآن ترى النهاية ، قريبة كانت او بعيدة ، فهي تراها .... ستخسر يوما من جديد ، كل مالها ، فاما ان تخسر نذير و تواصل طريق الاحلام ، ام ان تخسر بعد سنوات كل حياتها ، سيهجرها نذير ، و تهجرها الجماهير ، و يهجرها جمالها ، الى ان تهجر روحها جسدها .... "
-نذير
-نعم حياتي ...
-المغازة التي تملكها ..
-مابها؟
-اريدها لي ..
-ماذا؟
-لم أطلب الكثير ...
-لم تطلبي ابدا شيئا كهذا ... مالذي حصل؟ ... كنت في كل مرة قدمت لك فيها المال الا و أعدتي نصفه ...
- من حقي الآن أن أفكر بنضج ، كفانا من المشاعر الجارفة ، شكت زوجتك هذه المرة ، ماأدراني أنها لن تصل الى الحقيقة يوما ، حتى لو لم تحبا بعضكما يوما ، لكن الكرامة خط أحمر لكل امرأة ، لن يغفر الحب جريرتنا ، لن نصبح عفيفين يوما ، لست بنائلة و لم تكن يوما ايساف ، و لكن الفرق بيننا ، أنك ستخسر زوجتك ، و ربما ستغفر لك ، لكنني سأكون حتما تائهة ، فاما سأكون ضيفة لأزقة العاصمة القذرة ، أو النجمة الجديدة لبارات شارع ابن خلدون .... مستحيل أن أعود لسوسة بعدك ، لن يثقوا براقصة هربت في أوج شهرتها ، تاركة وراءها سخط صاحب الملهى ، الذي لم تتجرأ أي فتاة على الرحيل ، حتى و ان طردها ... و ان عدت ، سيستغل ضعفي حتما ...
-سأحاول يا ايلين ، ارجو أن تكون ريم قد نسيت أمره ... فهو يعود لأملاك امي القديمة .
أشع الامل من جديد على ثغر ايلين ، قبلته ، كأنما تودع ثغره ، و تشكره ...
*****
بعد يومين ، عاد نذير ، وجد ايلين بأبهى حللها ، ساحرة كالعادة ، بشفاه قرمزية ، كحبات توت جبلي ناضجة ... هو جمال العرب ، هي سليلة عشتار ...
-حبيبتي ، لك عندي مفاجئة ، لكني أنتظر مكافئة ...
لوح بظرف أبيض أمامها ، فتحته لتجد عقد بيع للمغازة "لم يبقى الكثير يا ايلين، فقط اكملي ما سعت يداك لتطاله ... "
انتظر نذير أن تعانقه ايلين ، أن تشكره ، ان يقضي ليلة ليست كسابقاتهاعرفانا بالجميل ، غير ان ايلين اتجهت نحو خزانتها ، وضعت ظرف نذير جانبا لتسحب ظرفا آخر ... تقترب بخطوات ثابتة و بطيئة منه ، بسمة تنم عن انتصار ، و تحدٍّ ، ربما نذير ليس بمذنب ، لكنه سيدفع الكثير ، عوضا عن كل من ظلمها ...
-"نصف مليون دولار ، هو ثمن هذا الظرف ، و معها خدمة صغيرة ، أن لا أراك مجددا .."
-ما بك ايلين؟ ، و ماهذا الظرف؟
رمت بوجهه صورهما ، صور شاهدة على حب و سهرات عديدة ... لم يقدر نذير الا على ان يقلب الصور و على لسانه سؤال واحد ، لم؟...
-آسفة يا نذير ، أن أكون امرأة قد ظلمها القدر لا يعني أنني سأكون بريئة ، آسفة يا نذير ، أنت الضحية هذه المرة ، و سأرتدي ثوب الشر اليوم ، ان لم تدفع المبلغ ستصل نسخ أخرى لزوجتك ، كلفت أحدهم بايصالها غدا صباحا ، حتى و ان اصابني مكروه ...
****
"لكل بداية نهاية و من كل تجربة عبرة ، لكن أحلامنا هي الغاية التي يجب أن لا نتخلى عنها مهما حصل ، كلنا خطّاؤون ، لنا شر كامن بنا ، منا من تغمر الشرور محيطه اينما ذهب ، و منا من يترصد الشر ضعفه كي يطفو على السطح ، يدافع عنه ليمنع انكساره ، أهو الحق ام الباطل ؟ لايهم فقد مضى ما مضى ...نستطيع اصلاح انفسنا ، كل يوم يمر هو درس جديد لنا ، المهم هو أحلامنا ... الخطيئة الكبرى ، هي أن نستسلم ، و ننساها "
هي كلماتها ايلين ، بتصريح صحفي بعد نشر اولى رواياتها ، حشد غفير ، من مستنيري العقول ، يحدقون بأفكارها ، يشتهون عباراتها ، الا واحد فقط ... كان يود لو انفض كل الناس من حولها ليغمرها ....
انتهى الحوار و شكرها الصحفي على كلماتها التي بد حتما نابعة من اعماقها ، من صدق ، و حلم ... و عينا ذلك الرجل بخصلات الشيب تلاحقها ...
خرجت ايلين ، كان مقر الندوة قريبا من نهر السين العظيم ، حملتها ساقاها للتجول على حافته ، لم تكن تهتم كثيرا بالعشاق المنتشرين حولها ، و لا السماء المشوبة بغيومم خفيفة ، شغلت أغنية فيروز ، لتدندنها بصوت خافت ، بينما تتمشى "بعدك على بالي ، يا قمر الحلوين ، يا زهرة تشرين ، يا ذهبي الغالي ، بعدك على بالي يا حلو يا مغرور ، يا حبق و منتور ، على سطح العالي ..."
نزع احدى سماعات اذنها ليصاحبها بسماع الاغنية ، فوجئت به ، هو ذاته لم يتغير ...
"خلت اني هاجرت لأهجر الذكريات القديمة ، اذ بها بين يدي يوما ، بهدية من زوجتي ، اية مصادقة هذه ؟"
-هو القدر ..
"و ماقصده؟"
-ربما لسنا مطالبين بتفسيره .. تزوجت اذن ؟
-نعم ، و لي طفلان ، بكيت يا ايلين عندما تركتك ، بكيت بحرقة رجل مهزوز مهزوم ... و بكيت ثانية عندما قرأت الرواية ، لكن الدموع هاته المرة كانت بطعم آخر ... دعينا من دموعي ، هل تزوجت ؟
-لي مولود جديد ، أحلام ...
تركته واقفا ، شاردا بايلين التي لم يعرفها من قبل ، ايلين القوية ، الجبارة ، جاد الذي حسب انه فر من قدره و انتفض من براثن الهزيمة ، هاهو يراها لييحطم قلبه من جديد ، فقد ظلم فراشة طاهرة ، ليدفع بها في حياة غريبة ، دوامة من التجارب ، التي جمّعتها في كتابها ، "أحلام"
بخطوات هادئة ، مشت ، لتبتعد ، أعادت السماعات مجددا ، سقط وشاحها بنسمات الخريف ، و لم تلتفت وراءها ، هكذا علمتها الحياة ...
"ستحزن ، ستبكي ، ستنكسر حتما ، لكن ان تستعيد البسمة و تتبع حلمك ، ذلك هو الفن ... " كانت هي مقدمة الكتاب ، و درس ايلين ...
-نعم حياتي ...
-المغازة التي تملكها ..
-مابها؟
-اريدها لي ..
-ماذا؟
-لم أطلب الكثير ...
-لم تطلبي ابدا شيئا كهذا ... مالذي حصل؟ ... كنت في كل مرة قدمت لك فيها المال الا و أعدتي نصفه ...
- من حقي الآن أن أفكر بنضج ، كفانا من المشاعر الجارفة ، شكت زوجتك هذه المرة ، ماأدراني أنها لن تصل الى الحقيقة يوما ، حتى لو لم تحبا بعضكما يوما ، لكن الكرامة خط أحمر لكل امرأة ، لن يغفر الحب جريرتنا ، لن نصبح عفيفين يوما ، لست بنائلة و لم تكن يوما ايساف ، و لكن الفرق بيننا ، أنك ستخسر زوجتك ، و ربما ستغفر لك ، لكنني سأكون حتما تائهة ، فاما سأكون ضيفة لأزقة العاصمة القذرة ، أو النجمة الجديدة لبارات شارع ابن خلدون .... مستحيل أن أعود لسوسة بعدك ، لن يثقوا براقصة هربت في أوج شهرتها ، تاركة وراءها سخط صاحب الملهى ، الذي لم تتجرأ أي فتاة على الرحيل ، حتى و ان طردها ... و ان عدت ، سيستغل ضعفي حتما ...
-سأحاول يا ايلين ، ارجو أن تكون ريم قد نسيت أمره ... فهو يعود لأملاك امي القديمة .
أشع الامل من جديد على ثغر ايلين ، قبلته ، كأنما تودع ثغره ، و تشكره ...
*****
بعد يومين ، عاد نذير ، وجد ايلين بأبهى حللها ، ساحرة كالعادة ، بشفاه قرمزية ، كحبات توت جبلي ناضجة ... هو جمال العرب ، هي سليلة عشتار ...
-حبيبتي ، لك عندي مفاجئة ، لكني أنتظر مكافئة ...
لوح بظرف أبيض أمامها ، فتحته لتجد عقد بيع للمغازة "لم يبقى الكثير يا ايلين، فقط اكملي ما سعت يداك لتطاله ... "
انتظر نذير أن تعانقه ايلين ، أن تشكره ، ان يقضي ليلة ليست كسابقاتهاعرفانا بالجميل ، غير ان ايلين اتجهت نحو خزانتها ، وضعت ظرف نذير جانبا لتسحب ظرفا آخر ... تقترب بخطوات ثابتة و بطيئة منه ، بسمة تنم عن انتصار ، و تحدٍّ ، ربما نذير ليس بمذنب ، لكنه سيدفع الكثير ، عوضا عن كل من ظلمها ...
-"نصف مليون دولار ، هو ثمن هذا الظرف ، و معها خدمة صغيرة ، أن لا أراك مجددا .."
-ما بك ايلين؟ ، و ماهذا الظرف؟
رمت بوجهه صورهما ، صور شاهدة على حب و سهرات عديدة ... لم يقدر نذير الا على ان يقلب الصور و على لسانه سؤال واحد ، لم؟...
-آسفة يا نذير ، أن أكون امرأة قد ظلمها القدر لا يعني أنني سأكون بريئة ، آسفة يا نذير ، أنت الضحية هذه المرة ، و سأرتدي ثوب الشر اليوم ، ان لم تدفع المبلغ ستصل نسخ أخرى لزوجتك ، كلفت أحدهم بايصالها غدا صباحا ، حتى و ان اصابني مكروه ...
****
"لكل بداية نهاية و من كل تجربة عبرة ، لكن أحلامنا هي الغاية التي يجب أن لا نتخلى عنها مهما حصل ، كلنا خطّاؤون ، لنا شر كامن بنا ، منا من تغمر الشرور محيطه اينما ذهب ، و منا من يترصد الشر ضعفه كي يطفو على السطح ، يدافع عنه ليمنع انكساره ، أهو الحق ام الباطل ؟ لايهم فقد مضى ما مضى ...نستطيع اصلاح انفسنا ، كل يوم يمر هو درس جديد لنا ، المهم هو أحلامنا ... الخطيئة الكبرى ، هي أن نستسلم ، و ننساها "
هي كلماتها ايلين ، بتصريح صحفي بعد نشر اولى رواياتها ، حشد غفير ، من مستنيري العقول ، يحدقون بأفكارها ، يشتهون عباراتها ، الا واحد فقط ... كان يود لو انفض كل الناس من حولها ليغمرها ....
انتهى الحوار و شكرها الصحفي على كلماتها التي بد حتما نابعة من اعماقها ، من صدق ، و حلم ... و عينا ذلك الرجل بخصلات الشيب تلاحقها ...
خرجت ايلين ، كان مقر الندوة قريبا من نهر السين العظيم ، حملتها ساقاها للتجول على حافته ، لم تكن تهتم كثيرا بالعشاق المنتشرين حولها ، و لا السماء المشوبة بغيومم خفيفة ، شغلت أغنية فيروز ، لتدندنها بصوت خافت ، بينما تتمشى "بعدك على بالي ، يا قمر الحلوين ، يا زهرة تشرين ، يا ذهبي الغالي ، بعدك على بالي يا حلو يا مغرور ، يا حبق و منتور ، على سطح العالي ..."
نزع احدى سماعات اذنها ليصاحبها بسماع الاغنية ، فوجئت به ، هو ذاته لم يتغير ...
"خلت اني هاجرت لأهجر الذكريات القديمة ، اذ بها بين يدي يوما ، بهدية من زوجتي ، اية مصادقة هذه ؟"
-هو القدر ..
"و ماقصده؟"
-ربما لسنا مطالبين بتفسيره .. تزوجت اذن ؟
-نعم ، و لي طفلان ، بكيت يا ايلين عندما تركتك ، بكيت بحرقة رجل مهزوز مهزوم ... و بكيت ثانية عندما قرأت الرواية ، لكن الدموع هاته المرة كانت بطعم آخر ... دعينا من دموعي ، هل تزوجت ؟
-لي مولود جديد ، أحلام ...
تركته واقفا ، شاردا بايلين التي لم يعرفها من قبل ، ايلين القوية ، الجبارة ، جاد الذي حسب انه فر من قدره و انتفض من براثن الهزيمة ، هاهو يراها لييحطم قلبه من جديد ، فقد ظلم فراشة طاهرة ، ليدفع بها في حياة غريبة ، دوامة من التجارب ، التي جمّعتها في كتابها ، "أحلام"
بخطوات هادئة ، مشت ، لتبتعد ، أعادت السماعات مجددا ، سقط وشاحها بنسمات الخريف ، و لم تلتفت وراءها ، هكذا علمتها الحياة ...
"ستحزن ، ستبكي ، ستنكسر حتما ، لكن ان تستعيد البسمة و تتبع حلمك ، ذلك هو الفن ... " كانت هي مقدمة الكتاب ، و درس ايلين ...
آية بن غنية
Website Design Brisbane