Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

ميزاجيات

deception-othersNabil Dabbous - نَبِيلْ دَبُّوسْ

نحنُ لا نموت حين نفارق أرواحنا وحسب ، نموت قبل ذلك عندما تتشابه أيامنا و نتوقف عن التغير ، حين لا شيء يزداد سوى أعمارنا و همومنا .. بمرور الأيام ستتعلّم التجاوز .. ستتعلّم أن تمرّ بجانب الألم ثم تمضي ساخرًا .. ستعرف أن جِراحك مفتوحة لكنها لم تعد تؤلمك ..

هذا الوقت سيمضي .. ربما كعبور شاحنة ضخمة فوق روحك .. لكنه سيمضي ! ممزق أنت بين ألف شخصية ؟ تترك الشيء و لا تريد أحد أن يأخذه حتى بعد تركِه و تفكر بطريقة شيطانيه فلماذا كل ذلك ؟ فتأكد إن لم تعش لنفسك لن يأتيك العالم ليدُلك على الطريق الصحيح .. الكل لديه أولويات بعيده عنك تمامًا .. فإن لم تحب نفسك لن يحبك الآخرين ..

صدقني إذا قررت أن تحرق نفسك من أجل الآخرين ، فأعلم أنهم  لن يساعدونك إلا في صب الزيت عليك كي تحترق بسرعة أكبر .. أطلعك بأنّ أشد أنواع الابتلاء هي تلك السيمفونية  بأن تكون شخص مزاجيّ ، يفكر كثيرا .. يتَعلّق سَريعاً .. يهتَم بالتفَاصِيل .. قلِيلُ النسيان .. فريثما تخذلك جميع الأشياء التي حولك .. لا تحاول أن تثق بها مجددًا .. فقط حاول أن تثق بأنك تستطيع العيش بدونها .. تأكد بأنه لا يمكن لأي شيء إحباطك و إحباط معنوياتك سوى تصوراتك الداخلية التشاؤمية حول الأمور ، التفاؤل مطلوب حتى وإن سئمت روحك منه .. تعلم أن تخبر نفسك دائما أنا لا أفشل أبدا .. لأنني : إما أن أنجح .. أو أتعلم ."

تسقط وحدك وتُعاني وحدك وتُقاوم العالم وحدك .. ثم تنهض وتستعيد عافيتك وحدك .. وفي لحظة جحيمية يقولون لك نحن معك وتُصدقهم ..فمن منا لم يعرف دهر ‏إخوة يوسف عندما كانت لهم مصلحة مع أبيهم قالوا : "أخانا"و عندما إنتهت المصلحة قالوا : "إبنك" ..  يتغيّر الخطاب عند الكثيرين عندما تتغير المصالح .. إياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الشد والإستفزاز والوجع وعلاقات مليئة بسوء الظن فهذه العلاقات تقتلك نفسيا وعصبياً ! قالها صديق لي .. من يكرهك لن يؤذيك ..

فأردفت قائلا .. إطمئنّ لا يؤذيك إلا من تحب ..! خلقت لنفسك أولا وليس للعابرين .. يجب عليك أن تتلذذ بنعمة الاكتفاء بذاتك ." فمعنى الصداقة في قاموسي هو أنني( تلقائيّاً ) أراك جديراً بأن أئتمنك على جزء من كرامتي .. و إن حدثت قائلا يا صديقي إن سبقتك للطينّ الذي خلقت منه خبئ سري وامسح زلاتي من قلبكَ وتذكر إني أحبك وحدث الله عني فأنا صديقك حتى مرض الأربعين ، ضحكة الخمسين ، ووحدة الستين ، ويأس السبعين ، أنا لكَ عكاز الثمانين ، أنا بجانبك إلى أن يقولوا رحمة الله علينا .. أفرغ عقلك من تفاهات الحياة كن بسيطا .. لا تتعمق .. تجاهل ترتاح .. وقدم الخير و لا تندم .. فقد قالها لي جدي يوما إفعل خيرا و لا تندم فإن لم تجده في الناس أو في دنياك فلن يضيع ففي آخرتك ستجده مضاعفا .. فمن حسن الحظ أن هناك يوما للقيامة نقف فيه أمام من هو بكل شئ عليم  و هناك سنفهم كل ما حدث ..

نَبِيلْ دَبُّوسْ

ميزاجيات