علّمتني يامّي نحب بلادي قبلك انتي , علّمتني نحارب عليها , نبيع ما نملك و شويّا فيها , سمعت كلامك و العلم الفوق هزيت و بصوتي غنّيت , قلت حماة الحمى و الدرابو حيّيت , كنت صغيرة و ماندري , قلت غدوة نوصل حتى لو كان عييت , الدنيا يا ميمتي غابة  و كيف ذيوبتها ما ريت,  يرحمك بعت دواك باش كتبتي انا شريت , و حد ماهو بيا داري كيف انا للّي ما يسوى ايديا مدّيت ..

مش ذنبك جبتني بنية وحدة منغير خو اما ذنب بلادي اللي تحاسب اليتيم و الزوالي و تسيب اللي بكراهبو يصول و يجول .. وحدي نعرف ربي ما ينساني اما حتى البو اللي قعدلي بعدك عرّس و مالدار نفاني , عايشة في خربة لا كساء , لا غطاء , لا ضوء و لا ماء .. في الصيف نفيق كيف تبان الشمس في السماء و في البرد كان غفيت نقوم كي تصبّ عليا الشتاء .. ناكل مرّة في النهار لا نعرف لا فطور صباح و لا عشاء , ساعات يجيبولي العباد و ساعات زادة لا .. لاني نحيّر فيك يامّي و لاني نزيد على بلاك بلاء , انتي في قبرك مش بيدك اما نلوم عاللّي مالحكومة زاروني و قالولي تهنّا اليوم عيدك , تنسى الهم و الشقاء و احنا ناخذو بيدك .. ضحكة الافّام على لبستي تقهرني , غزرة الغير لحالتي تحيّرني ..

يامّي صحيح فقيرة اما ما نرضى لحد يقزّمني ; لا على حالتي يحقرني و لا في حقّي ياكلني .. يامّي راهي غزرتهم تحرقني , كلمتهم في ظهري تدغرني ... في بالك ما تحرّكتش ؟ نلوّج على خدمة يهزّني و يحطّني و يقلّي شنوّة مستواك ؟ متخرّجة ؟ ايه متخرّجة اما مالرابعة ابتدائي سيدي .. كيفاش تحبني نقرا و انا كيف امي تبيع دواها وقتها كتبتي نشري , كيفاش تحبني نوصل و انا الخربة اللي عايشة فيها تقطر و الماء على دبشي يجري .. قلي كيفاش نقرا و انا ما ناكل كان ما واحد مالجيران يتكرّم و يمدّلي .. نزيد نحكي يامّي و الاّ يزي ,, يامّي بلادي مش لينا , بلادي اللّي صنتها في صغري بالرخيص باعتني و خلاتني في تركينة , نحكيلك على حالي و حال ألف غيري , اللي تبات تحت قنطرة , في جبانة و ساعات في جنينة , بلادي يامّي شابعين فيها اللي يسواو و اللّي ما يسواوش كرهنا و الا حبينا .. ريحة الموت عبّات البلاد , بعدك ريت عباد يقتلو في عباد , ريت عايلات ماليهم الفساد و والدين على اكبادهم قلوبهم قسات , و خوات دفنوا خواتهم بالحياة ,, في بلادي ريت الظالم يحلف في الجامع و يقول متاعي و المظلوم مالحبس بش يخرج مازال ساعي , ريت الطفلة منها ريحة الشراب في الشارع تفوح , و الطفل في بيتو راكش و على زهرو يبكي و ينوح ..

يامّي بعدك ريت عجايب و غرايب , ريت الظلاّم على ريوسهم هابطة المصايب و لا حد فيهم لربّي تايب , توحشتك يا ميمتي و في وحشك نكتب كتب و قصايد ,, انتي راك كنت الدنيا , انتي الشمس اللي النهار ما يبدا كان بيها , انتي السماء,اللي النجوم و القمرة ساكنة فيها , انتي ضحكة الصغير و براءتو اللي امّو تشيخ عليها , انتي بالنّسبة ليّا بلقيس اللّي القباني يعشق فيها ,, من وقت ما بعدت عليا و انا سارحة في السقوفات المنسيّة , معادش فارقة معايا لا ليل لا نهار , لا كلامك يضحّك و لا صوتك يضوّي عليّا ظلام السهرية ,, نحكيلك اليوم على حكاية يتيمة وفات قبل ما تبدا , نحكيلك نهارت اللّي مشيت عالدموع اللّي هبطت مالسماء , و الا عالشمس اللّي حلفت بعدك ما تطلع و قبلت في عوضي العزاء , و الاّ نحكيلك يا ميمتي على عمري اللّي بعدك وفا ...