برد و شتاء , و انا في بيتي كي كدس العزاء ,, وحدي بين 4 حيوط نتخيّل في ايامات و اوقات حبيتهم يصيرو , طقس محلاه .. دنيا مضبّبة , كيّاس مبلول و عباد متلكمتة في الكبابط , اللّي ماشي يقرا و ما عينوش , واللّي قايم بكري في يدّو قهوة يستنّا في الكار , و اللّي صابح راقد بالدنيا ما علا بالوش .. انا وقتها نتخيّل , نتخيّل كان جاء المكتوب بيدينا نبدّلوه ; و على زيّ ريوسنا نقدّوه ,

رانا ماناش هنا , رانا نتمشّاو تحت المطر , تحت سحابة وحدة , يديك معنّقيني و يديّا في مكتوبك بش ادّفيني , رانا انّبرو عالبنات اللّي خدودهم و خشوماتهم حمر مالبرد , و الصغار اللّي هاربين يجريو خايفين مالرعد , رانا باعثين الدنيا و عايشين كل لحظة فيها ; نتمشّاو و عينين عالشجر اللي يرعش مالريح , و الشمس اللي من تحت السحاب بدات تزيح ,, حاطّين الكيت كعبة بكعبة , متعنكشين في بعضنا خايفين لا يفرّقونا و من بعضنا يحرمونا .. هاني نرا فيهم ! اش زايدين علينا زعما ؟

تي و اللّه بالعكس اللّي يشوفنا يقعد يغزر و يضحك ! و احنا كالوليدات الصغار , الضحكة مالية افّامنا , محلانا , انا يديّا في يديك و جنبي في جنبك , تقول روح وحدة في زوز بدونات , نمشيو  نمشيو ماناش عارفين لوين , المهم مع بعضنا سارحين , بلادة و ركاكة و شويّة حبّ , بلا تفوريخ و تنوفيق و كذب , ماشين مع بعضنا و الكلها حاسدتنا , حتى هي مشية بالدّنيا , صحيح تمرميد و برد و بلل اما عادي , ما تتعوّضش , تي الزّح الطقس هذا لينا احنا راو ! حرام كلّ واحد منّا في شيرة , لا نشوف فيك و لا تحسّ بيّا ,, خلّينا نبدّلو المكتوب و نرجعو ! نبدّلو الدنيا و نعاودو نكتبوها و نعيشوها احنا على كيفنا , نحلمو و نعيشو و نحقّقو , صحيح الدنيا خايبة اما مع بعضنا انّجمو نقاومو , نستحملو و الدنيا نردّوها الكلّها نوّار ,, تسمع زعما قاعد تسمع فيّا ؟ قاعد تحسّ بيّا ؟ تشوف فيّا اش صاير فيّا ؟ ما نحبّش نحيّرك , اما زعما حاسس بيّا ؟ كي نحكيلك على نهاري كيفاه تعدّا اتّبع فيّا ؟ انتي راك ما متّش , انتي راك معايا , في نهاري , في ليلي , في نومي , في قرايتي .. انتي راك ما مشيتش , انتي ساكن في قلبي و حد ماهو بش يفكّلك بلاصتك ما تخافش ! انتي راك خويا , بابا , صاحبي , راجلي , عشيري , اختي اللّي عمري ما فرحت بيها , انتي بروفي اللّي يحبّني ننجح و امّي اللّي امنيتها نفرح , انتي دنيتي , دلّولي , حياتي , حبّي و روحي

و عقلي , انتي راك بالحقّ الدّنيا , انتي الشّمس اللّي النهار ما يبدا كان بيها , انتي السماء اللّي النجوم و القمرة ساكنة فيها , انتي ضحكة الصغير و براءتو اللّي امّو تشيخ عليها , انتي بالنسبة ليّا بلقيس اللّي قبّاني يعشق فيها , انتي الفرحة , الحبّ , النّجاح , الامل , انتي ماكش عبد عادي , انتي معجزة انسانية بعثهالي ربّي ما تتعوّضش , انتي اللّي قد ما نوصفك ما ننصفكش , زعما قاعد تسمع فيّا ؟ ساعات نخلوض وحدي و اللّه , ياخي من وقتاش الميّت يقوم و يجاوب و يسمع و يحسّ ؟ ايه اما هو ما ماتش ! كان جا مات راني مانيش قاعدة نشوف فيه كل يوم بين عينيّا ; راني مانيش نسمع في صوتو كل لحظة .. مصيبة راهي , نجمتش ننسى غزرتك , تبسيمتك , ضحكتك , صوتك , عزفك , غناك , خطّك , ريحتك , ستيلك , لبستك , كلامك , غشّك , شعرك ,شوافرك , بلادتك و ركاكتك , حزارتك , خوفك , قلبك , تي كل شيء فيك و انا اللّي ما نجّمت ننسى شيء ! غايضتني روحي , كيفاش كنت و كيفاه ولّيت , كنت اعقل من هكّا , توا فسدت , نعرفها ثنيّة خايبة اما مكمّلة فيها ما نعرفش علاش ..

كنت احلى من هكّا , اذكى من هكّا , توّا تبوهمت و تبدّلت ما عادش نعرف نعمل شيء كان  البخل و اللّسان الطويل .. حتّى في الدار راو ,, نتذكّر كيف كنت معايا و خلّيني نقول كيف كنت معايا مش كنت معاك خاتر انتي اللّي مشيت مش انا , نتذكّر كنت نقول ما نحبّش نكون كيف البنات الاخرين , ما يعرفو يعملو شيء , كنت نحبّ نقرا , نوصل , نكون حاجة تصلح , نبدّل حاجة في الدّنيا .. ما فهمتش شنوّة اللّي تبدّل , نعرف روحي اذكى من هكّا ! هذا مش مستوايا , نعرف روحي خير من هكّا ! هاذي مش تربيتي , نعرف روحي احنّ من هكّا ! شبيه قلبي ولاّ اكحل و حجر , ما عاد نسامح حد و ما عاد نعدّيها لحد , ريت روحك شعملت فيّا ماو ! نعرف مش بيدك ! مش ذنبك ! اما مش ذنبي زادة ,, توّا بيناتنا ! كيف تجي تشوف انا السبب راو ; جايبتها لغة وفاء و اخلاص , كان ما حكيتلكش راو ما صار شيء , و برّا كان صوحبتو لاخر و انا معاك , اوّل وحدة و الا آخر وحدة بش تصوحب زوز مع بعضهم ؟

محسوب حتّى كان سمعت راك تغشّشت و غاضتّك و مشى كل حد على روحو ; راني مرضت عليك اما راني نسيت ; راك انتي توّا عايش حياتك مع وحدة اخرى , راك كمّلت قرايتك و عملت كرهبة و ممكن حتّى دار و صغيّرات , راني فرّحت امّك بيك , حتى كان مش معايا , المهم راهي فرحت بيك و بصغارك  ; كنت انّجم زادة نطلب منّك السّماح و تسامحني , خاتر انا كي نغلط نبكي و انتي تكره دموعي , يعني باز راك سامحتني , بنتك راني و مستحيل تخلّيني وحدي للدّنيا , تي شكون بش ينصح و يقرّي و يورّي الثنيّة الصحيحة , شكون غيرك ؟ راك عايشين , قول رانا عايشين , راني كبرت و عملت عقل , راني فرحانة بروحي و انتي فرحان بيّا , رانا توّا كمّلنا ال4 سنين مع بعضنا و انتي هكّا هكّا بيّا ! .. اما انا بهيمة و كيف ما قالّي لاخر ساقطة و ما  نستاهلكش , علاش قتلك ؟ علاش حكيتلك ؟ تي راني تصرّفت وحدي , علاش انا كنت السبب ؟ في بالي بروحي فايقة و ما يعدّاها عليّا حدّ اما هاذي فاتتني , ما فيباليش فمّا عباد هكّا , بلا مخّ , بلا قلب , تقتل نفس مغير سبب , تقتل روح بالشماتة مغير هدف ! قول هاذم عباد من اصلو ؟!

هاذم حيوانات ! هاذم وحوش ! ما يستحقّوش يعيشو و يشوفو ضوء النّهار , ما عندهمش الحقّ يتنفّسو ! لازمهم يموتو ! .. غايضتني روحي و الله مقهورة كيفاه انا كنت السبب في موتك , تي انا اللّي قتلتك ! رزيتك في زينك و شبابك و صغرك مغير نشعر , .. انا اللّي قتلتك و اللّي عمري ما نويت و الاّ قصدت نضرّك , عامين ما وصلتك بشيء اما وقتلّي  ضرّيتك رزيتك في كل شيء ; قتلك مالاوّل راني تبوهمت , مش منّي و الا من مخّي اما من قلبي النيّة , قلب صغير ماهو فاهم شيء وقتها , اما توّا كيف ذاق و تليّع ولاّ كيفو كيف الحجرة ; اكحل ليل لا يحسّ , لا يحبّ , يدقّ غير على خاتر مازلت نتنفّس مش كيف قبل يدقّ ليك انتي .. قتلك مانيش نحيّر فيك , ما نقصدش , اما فمّا حاجات ما انّجم نحكيهم لحد , يوجعو كان يقعدو الدّاخل و يوجعو اكثر كان نخرّجهم لعباد ما تستاهلش تسمعهم , خلّيت بلاصة قدّ السماء راك ! .. نرجع لمخّي اللّي مشى بعيد , نجي نشوف نلقى روحي معدّية سوايع و انا سارحة نخمّم , الدنيا ظلامت , المغرب قريب يآذّن و التاليفون طاح شارج , و انا ما فقت بشيء , فقت من حلمة تمنّيت ما نفيقش منها , رجعت للدّنيا , دنيا ماهو عاجبني فيها شيء اما لازمنا نعيشوها و نحاولو نبدّلوها ! و مولاها ربّي ...