و أنا قاعدة سارحة في الموجة اللي تخبّط في الحجر...قعد بجنبي راجل كبير في العمر،ظاهر مش ليّام اللي كبرتوا، راجل بالهمّ كبر...

في يدّو وردة معنّقها... كينّو خايف تضيع عليه و يفارقها... خايف عليها تتسرق منّو بيديه محاوطها...زهرتي مسمّيها...

بعد تنهيدة مالجواجي،تكلم من غير مقدمات..."عرّسنا من قديم الزمان،في وقت غير وقتكم ممنوع فيه الكلامات و السلامات...

محرّمة فيه غزرة العين...و الزواج فيه مفاهمة بين كبارات العايلتين...

كنت أكبر منها بواش و عشرين...كانت صغيرة ما تعرف عالعرس كان كلمتين... راجلك تاج فوق راسك ،رضاه واجب،رضّي،بشبش و إن شاء الله حتى تبوس اليدين...

كان تحاول تطبّق كلام أمها و تتعلّم...تسمع الكلام و تشاور قبل ما تتكلّم...

ماكانتش فاهمة أنا شكون و هي في حياتي شنيّة...هي مرا ولا غشّيرة، و في عوض تجري و تلعب في رقبتها متحملة مسؤولية...

حضنتها كينها بنتي و قلتلها ما تخافش ماليوم أنا دارك و انت جنتي...

و كبّرتها و كبرت معاها...و عشقت تراب أرض تعفس بخطوتها علاها...

كانت كالڨمرة...و الحب زاد حلاّها،الشفرة مقلوبة و العين مكحلة ربّاني و الخدود حمراء...

سمّيتها زهرتي...زرعتها في جنينة ڨلبي...

سقيتها و استنّيتها تكبر....لا جبنا لا أنثى لا ذكر... كنت راضي بيها،راضية بيا،راضين الزوز باللي كتّب و حضر...

زهرتي قطفتها الدنيا على بكري...الدنيا حرمتني من شطري...

زهرتي ذبالت بالخبيث...مافهمتش ذبلانها و وجها اللي استصفر و بدا يليث...

مافهمتش شعرها لحرير علاش ولّى يطيح...وما فهمتش علاش من وجايعها عقاب الليل تقوم تصيح...

و كي فهمت كان الوقت مخّر..لمرض ما خلاش بلاصة فيها ينخر...

زهرتي ذبلت...ذبلت...ذبلت...لين ماتت...اما الموت ما فرّقنيش عليها...

ولّيت في يدّي،على عيني ندور بيها...و كيف تذبال نسقيها نرجّعها حيّة ...

زهرتي على يدي تفتحت و على اسمي متسميّة...