ينصحونني ان اكف عن التحديق في سقف غرفتي بنصف ابتسامة..تخبرني صديقتي.... ان لا جدوى من الوقوف على اطلال رجل لن يعود ، رجل لم يحارب لأجلي...لا اعلم لما تستمر بتشبيه الحب بالحرب رغم انني  اخبرتها مرار اني لم اعرف الراء يوما و لم تكن جزءا من حروفي ...لا ابصر غير الحب و لا اريد منك ان تكون جنديا و لا ان تخوض حربا لاجلي...اريدك فقط ان تكون حضنا دافئا ، ملجآ اهرب اليه من كل حروبي التي اخوضها يوميا مع ذاتي ....اريدك فقط رجلا يلملمني ، رجلا يعانقني حتى تسقط عني احزاني و تتركني همومي اليومية....لا اعلم كيف استمر بالابتسام و لم اعد اعلم كيف احب.

حبي تضحية و عطاء ...طوال اعوام استمريت اعطي حتى فرغت جعبتي ،و التقيتك فارغة ...في تلك الايام النوفمبرية لم اكن اعلم اني مازلت قادرة على العطاء و لكني حين احببتك وجدتني اجود بكل ما تبقى مني لك ...كنت اخاف ان لا تجد فيني مايستحق الاحتفاظ به ...طوال اشهر استغربت نفسي كيف اجود بما لا املك ....كنت انتظر منك ان تعيد لي كل ما فقدته ، لم اطلب الكثير ابدا فلم ارد ان اثقل كاهلك انت الاخر ...لكني عرفت بعد حين ان ترقبي لعطائك الذي لم يأتي هو ما جعلني اخذل مرة بعد الاخرى...لماذا كنت اتوقع منك ان تتحمل مسؤوليتي لا اعلم و لكني اعلم انك حين لم تفعل شعرت بالخذلان ....احببتك بل احبك الان اكثر ، حين ابتعدت اختفى كرهي لك رغم انني لم اغفر زلاتك القديمة و لكني لم اعد اكرهك صرت اشتاقك فقط....غطى الحنين اليك كل سلبياتك ....اعلم انك لن تعود و اعلم انك بدوني مرتاح بدون فوضى ، تخلصت بعدي من كل ما كان يأرقك ....عادت لك الابتسامة التي عرفتك بها و خفة ظلك حين تحادث اصدقائك، عدت الى نفسك و تهت انا من نفسي.. فهنيئا لك.

ابقى كما انت فلطالما كان انت هو انت. ....كانت روحي تشوش روحك و هاهي تركتك و تركتني.

اشتاقك و لا اتوقع ان تشتاقني و لا انتظر منك العودة ...كل ما ارنوا اليه الان ان اعود انا الاخرى الى ما كنت عليه قبلك....ألم اخبرتك يوما ان لا تقع في حب امرا ة مثلي ...و استغربت لما لا اريد لك امرأة مثلي فلعلك الان تعلم ان امرأة مثلي بكل دلالها و غنجها و الطفلة التي تسكنها ليست في الحقيقة الا متاهة و فوضى و مشاعر تخنق فتقتل بدل ان تحيي....اخبرتك اني قاتلة حين عرفتك لاكثر من مجرد اعترافات...علني اليوم استطيع ان اقتل حبك الذي يسكنني.

اذهب طليقا لا حق لي اليوم الا ان اشتاقك و ساختفي قريبا جدا حتى اريحك و اريح نفسي من ذاكرة ينبشها لقائنا ...لن نلتقي لا اليوم و لا غدا و لا حتى في حياة اخرى... ...وداعا.