انخفضت درجات الحرارة بالخارج ...  زادت غزارة الامطار ...

اتجه نحو ركنه الصغير ، شباك بلوري بمحل بيع الالات الموسيقية ، يطلعك على تفاصيل مدينة الورود ، مفترق طرق و معهد ، سيارات تغرق ، و اخرى تمر لتتطاير المياه المختلطة بالطين بسببها و تفسد زينة التلميذات ....

كاد يهم بالرجوع الى مكانه ، اذ بها تقف خلفه تماما ...  

انخفضت درجات الحرارة بالخارج ، لكنها كانت في ارتفاع متواصل داخل المحل ....

كانت خلفه مباشرة ، عيناها تحدقان الى العالم مرورا بانحناءات جسده ... و ما ان استدار ، حتى رفعت بصرها ... حدقت بعينيه ...  ذات اللون ... اخبرها في صباح ذلك اليوم انهما يملكان لون العيون ذاته ...

لم يتحدثا ... صوت عزف العود و الكمنجات المنبعث ... و نظرات الأعين  كفيلة بالغرض ...

اقتربت ... كانت ترتعش ... امسكت يده اليمنى ... كان مضطربا أيضا .....

اول قبلة تجمعهما ... إيقاع الموسيقى يتصاعد و يسرع نسق شبقهما ....

لم يعد الفنان منتبها لمعزوفته المفضلة ... اتخذ من رقبتها سلما للموسيقى ليرتب النوتات نزولا لنهدها ....

امسكت راسه بكلتا يديها ، اعادت التحديق بعينيه ... السر يكمن بهما ...

غاصت اظافرها بشعره ... ضغط  على خصرها اكثر ، يمرر يديه صعودا و نزولا كأنما يتحسس هيكل قيثاراته المميزة الجديدة ... غرقت الشفاه بلذتها  مرة ثانية ....

انتهت المعزوفة ... فتحت عيناها ... لا يزال الفتى الأشقر محدقا بالنافذة .... ابتسمت .... كانت تهذي ....

و التفت اليها فجأة ...ليجدها واقفة خلفه مباشرة ....