بين ربوع تلك الغابات الشامخه ...ترعي سيدتي العزيزه باغنامها وهي تغني  وراء قطيع  قليل ومورد رزق قليل رغم ثراء وطنها بالخيرات...بين تلك الجبال والغابات الشاسعه لا تمتلك ارضا لها بل تمتلك قلبا يحب تلك الربوع  الخضراء والزوار الكرماء...كلما رأت حافله تشير لهم بيدها حبا واحترام وهم في هتاف السلام لها...

تعالت ضحكاتهم ...يريدون العيش مثلها للحظات بين احضان الطبيعه بضحكه شباب في مقتبل العمر  وبصوت غنائي جماعي وتصفيق واذكار من عبق التراث يتغنون حبا وفرحا لان الطبيعه احتضنت ارواحهم وهم لا يدرون ما ينتظرهم....فجأة تعالت اصوات الفرح باصوات الفزع والعياط.. تعالت كلمه الله واكبر والتكبير خوفا ...

لكن قدر الله لهم كان هكذا اختلطت دماء عروقهم في واد تسير فيه الحياة بتدفق...اكتملت قصه حبهم وصداقتهم في مشهد واحد اختلط ربيع عمرهم في مشهد حزين بدماء الموت علي عين تلك الراعية التي هرولت لهم تبكي وكأنها هي من خسرت فلذة كبدها ...تبكي حرقا وهي تحوم بينهم داعيه لهم من هول الصدمه باللطف وتسقي افواههم ماء لعل  رب الكون يستجيب في تلك القطره ويهديهم عمر جديد اختلطت دموعها بدماء ربيع  العمر  المنتهي في ارض كان ذنبها الوحيد  انها منيسه من اصحابي الجاه والمال والسلط المعنيه ...لك الف تحيه يا سيدتي ...