ماذا لو صَنعنا الذّكريَات و ما تنفّسنَا سوى تنهيدَات؟

ماذا لو إمتلكنَا الذَّاكرَة و قضينَا ليلنَا مع الحنين مُسامرَة؟

ماذا لو أنجبَت الذّاكرة حاضرًا, سمّتهُ شوقًا صابرًا؟

مكانُه شاغرٌ.. و طيفُه يمرُّ بي

أشتَهيه, و أشتَهي طُفُولةً صَاخبَةً بحُضُوره

أفتقدُه, و أبحثُ عنهُ في أروقَة مُراهقَة أبكمهَا غيَابه

أتمنَّاه!

عندما يَطلُب النُّضج منّي قوَّة أتسوَّله

أتسوَّلُ يدًا علَى كتفي تُربّت و أمانًا في قلبي تُثبّت

الفقدُ,

أن تَشعُر أَكثر ممّا يجب

أن تُحيي و تَحيى فيك الأروَاح

أن يَسكُنك صوتا و تَعيش بطَنين الآذَان

أن تُلمّع العَين دَمعَة و يُترجَم الُمرّ إبتسَامَة

الفقد غُربَة!

فالأرض ليسَت وطنًا و المَنزل ليس بيتا,

إن لم يطُف حولَك من تُحب و من تحتَاج أَكثَر

و كلَّما إحتَجتهُ.. قَلبي في يَدي مَسَكت

و وراء قُضبَان أضلُعي إنحبَست

كلَّما إحتَجتهُ.. تغربَّت!