مع طلوع شمس طالت غيبتها..وفي كوخ صغير ماتت اميمتها..وخلات الوجيعة تاكل في بنيتها..وحيدة، يتيمة، غريبة في دنيتها..ذاقت مرارة الفراق والشوق زاد ليعتها..خبات الضحكة دمعتها ومع فجر جديد كتبت حلمتها..باست جبين والدها..وبصوت خافت ماتت فيه قوتها وقالت:يا بابا نخليكفي ارضك عايش مع ريحتها..نمشي للمدينة نلم رزقي و رزقك، نرجعلك في خير، نشدك من يديك و بيك نطير..

سالت الدمعة نعينيه عنقها وخباها بين يديه..همس في وذنيها وقاللها:يا بنيتي يا غالية عليا انا ليك و إنت ليا..في الدنيا ما عندي غيرك..عكازي الي عليه نتكى..يسندني يا ضوء عينيا..امشي وربي ينور دليلك وتبقى في قلبي وديما ندعيلك..فوق ظهرها هزت حملها..خطوة وراء خطوة تمشي وتتعثر وتمسح في دمعتها..خلات وراها والدها..ماسك الحيط و يتالم..يلوم زمانو الي خانو..

يلوم دهرو الي ظهرو حنالو..يلوم زهرو الي غدروا..وخيراتو ما بانو..بعينيه يشيع فيها وجروحو تزيد وتتحير..هجرت ريفها..خلات الشجرة الي كتبت حكايتها على غصانها، تبكي وتتالم حتى ذبالت اوراقها و هجروها عصيفراتها..خلات ارضها الي بيديها سقاتها..تشكي من وجيعة فراقها..خلات ماضيها الي ماتت معاه ضحكاتو..خلات صغرها الي تدفنت معاه بسماتو..وفي طريق غريب طال مشوارها..تاهت في شوارع المدينة..خبات خوفها في عينيها..

ومع كل خطوة زاد اصرارها..ما اكبرها هالدنيا مااوسعها استغربت و تجاهلت حيرتها..ناس غريبة مارافوا بحالها..دقت البيبان ومالقات نتيجة غير الوجيعة وبكلامه شتموها..جرحوها وغصبوها..وقالولها ما تكون كان خديمة..تمسح ديارنا وتغسل ملابس صغارنا وقت ليكونو فالمدارس..ما تقول كان كلمة سيدي..لا عندك حق ولا ليك مكانة..وكان واجبك تمارس..اجرك باش يكون قليل..راسك باش يكون ذليل..ما تهز عينيك وما تتكلم..ما تقول تعبت و الحمل الثقيل تتحمل..تنهدت التنهيدة ..بكات التغريدة..وعاشت في البلاد البعيدة..رضات بمصيرها..خديمة في ديار الغير..في بيت صغيرة قالولها مباتك..تفكرت محاينها طوال عليها اللي..بكات مالقهر ذاقت الويل..يا دنيا منك تشكيلك..علاش موش كيف اندادها؟..تلبس وتتزين..تقرى وتتعلم..تحب وتتحب..تختار وما تتخير..مكتوب عليها الشقى والتعب..تتهان وتتمرمد..ترضى بظلمك يا دنيا..لا تطغى ولا تتجبر..الله من سابع سماواتو يرفق بحالها وما يخيب امالها..