Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

الليلة قررت ...

prendre-decisionEya Ben Gh'nia - آية بن غنية

ترددت كثيرا ، تجاهلت اوراقي و قلمي المفضّل ، لكن سرعان ما سحبتني الشهوة اليها .

الليلة قررت ...

ان اكتب لك يا صديقي ، صديقي الذي لم اعرفه بعد .

قررت ان احدثك عن كل تفاصيلي المهمة ، و حتى التافهة منها .

سأحكي لك عن حبيبي ، ذلك الشاب الذي لم اعلم حقا لم و كيف و متى اعجبت به ، و سأحدثك عن حبيبي السابق ، ذلك الاسمر ذو الملامح الاندلسية ... لا زالت صورته و صوته تجوب خاطري ، عبارات اعتذاره تُدقُّ كأجراس الكنيسة ، و يرفع معها صوت الاذان معلنا الدين الجديد ، الذي وعد بالبقاء ...

تلومني الان؟ اخبرتك انني اريد ان احكي ، دون ان تقاطعني ، ارجوك .

اعلم انني حكمت على العشق القديم الاول بالموت ، دفنته لكنني لم اتأكد ان كنت دفنت المشاعر ، ام الذكريات .

سألت نفسي عدة اسئلة متتالية ؛ هل اريد ان اراه ثانية؟ ربما .. هل اشتاقه؟ ربما .. هل افتقد صداقتنا قبل ان تدنسها خطايا الحب؟ .. طبعا ..

رغم كل تطورات الانسان ، و الاختراعات التي لم تخطر يوما على بال ، لا يزال العلم و السحر و الشعوذة و الاديان ، يقفون عاجزين امام الغول القاهر الذي لو حاربناه بكل الطرق لكانت الغلبة من نصيبه ، لا زلنا عاجزين امام الذاكرة ...
طلبت مني ان اكتب ، و احكي ، ووافقت ، لأن جعبتي حقّا تكاد تزدحم .

لأشهر لم اره ، هل تراه ازداد وسامة؟

اكاد لا أستحظر جميع تفاصيله ، لكنني اذكر جيدا ابتسامته ، كانت مستفزة للغاية ، بقدر ما كانت مغرية ، مسكرة حد الثمالة .

اتدري ، كانت السذاجة تصل بي احيانا لاقارن ملامحمه بكل شخص يعترض طريقي ، اطيل النظر بكل وسيل ذو شعر  اشعث و لحية سوداء ، علني اراه بينهم ، ربما قادتني الصدفة لألتقيه، و العب دور المغرورة الحاقدة باتقان ، و اجعله يتابعني بنظراته الى ان اختفي ، فيندم اكثر.

لكن اتعلم يا صديقي ، اسمع صوتا يحدثني ، يقنعني بكل الحجج اني نسيته ، و مجرد الذكريات التافهة لا تشفع لاتجاهل كرامتي ، و ايضا ، فانا انسى وجوده اصلا على هاته الارض في كل مرة اعانق  فيها هذا الشاب .

لا يشبهه في اي من تفاصيله ، لا ينتمي الى عالمه، بل خلق لي عالما خاصا تحكمه كلماتي ، اهوائي و شهواتي ، و كل ما يرضي ذاتي المتعجرفة .

استطاع ان يروّض غروري و غطرستي ليوقظ ثانية الروح النقية التي تسكنني .

ادرك جيدا ان المشاعر التي جمعتنا ، و التي لا اقدر على ان انتعها باي وصف ، هذه المشاعر التي اتت صدفة ، مسرعة ، اعلم انها يمكن ان تجرّ كلينا الى الهاوية ، الى النهاية .
اتدري ؟ الذاكرة متطفّلة حقّا ، لكنني قررت ، وضعت الصورتين امامي ، عدّدت ذكرياتي مع كليهما ، تذكرت اعذارهما ، و اخترت ...

آية بن غنية

Saveالليلة قررت ...