" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه "

رسالتي إلى الله :

لا أعلم من أين سأبدأ الحديث معك ..

هل أتكلم بطلاقة أم عساني أنتقي الحروف والعبارات لكي تسمعني وتسمع أنين حزني ونار وجعي.. أشعر بأني سأجن .. عقلي مشوش كثيرا ..الفراغ يقتلني .. وأنا أحاول العثور عن مدخل للحديث معك ..

لا أعلم حقا هل عساني أبدأ بمقدمات تمهد موضوع مجيئ المفاجئ هذا بعد مدة من الغياب عنك ؟؟ أم أدخل في سرد حكايتي لك .. ..

يزيني من الحروف المكبلتني وكلمات العربية إلي ساجنتني ..

أنا ليوم باش نحكي معاك بلغتي وبلهجتي ناي ليوم جيتك كيما أنا إلي تعرفني .. منحبش حاجة تحصرني وتخليني مسلسل في وسطها تعرف عبدك حر وميحبش عيشة القبوع للذل ..

تعدات برشا أيامات ومجيتكش شاكي باكي كيف العادة ،ربما بعدت عليك شويا أما نحسك قريبلي ساكني ومواسيني رغملي أنا منستهلش ..أنا العبد الضعيف المطعون بألاف السيوفة الحامية وسطو .. أنا الصغير المحروم من الضحكة والفرحة والبهجة ..أنا عطشان الصحراء إلي يشتهى للحب وللحياة وللأصحاب وللأحباب .. عطشان للحنان والوفاء ..

أما ليوم جيتك بعد ما والفت وإستانست بعيشتي هذي منجمش نقول علاها صعيبة خاتر نعرف "ما أصعب من الدنيا كان ناسها " .. وأنا ديما نقول إلي ربي رحمان رحيم ومهما العبد يذنب في حقوا لازم يجي نهار ويندم على أفعالوا خاتر نعرفوا ربي غفور رؤوف بعباده..و

على خاتر العبد المؤمن بيك لازم يعرف حاجة وحدة وإلى هي

"عد إلى الله حتى إن أذنبت ألف مرة "!

هو صحيح الإنسان مجرد كائن ضعيف وهو موجود في هذه الحياة باش يعمرها ويستثمر منافعها وخيراتها باش يحقق الحياة ويزرع الأمل .. وربي يقول " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا " ونعرفوا زادة إلي الإنسان تخلق ليكابد ويجاهد ويكدح ويسعى باش يحقق التقوى والفلاح والنجاح في طريقوا ويبدع في كل مجلات الحياة ..حيث يقول تعالى" يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كادحا فملاقيه " ونعرفوا زادة إلى الله ميز الإنسان على الحيوان بنعمة العقل وخلاه يفكر ويحلل الظواهر ويميز بين الأشياء ويفرق بين الشر والخير وبين الباهي والخايب ويفعل ويعي بمشاكل عصره وقضاياه .. حيث إن الله إصطفى الإنسان وخاطبه وحثه على القراءة والعلم بغية الإبداع والفهم والوعي وباش يولي يعرف إلي هو في إمتحان الحياة ولازم يقعد صابر وقوي يتنفس ..

" إقرأ بإسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "

أما هذا لكل تبدل في أمخاخ البعض بعد دخول ظاهرة العولمة والتكنولوجيا ووسائل الإتصال الحديثة ..منحبش نقول هي السبب الوحيد إلى خلاتنا نفتقرو للحب وللحياة وللحقيقة وللكلام ..أما تبقى هي من بين الأسباب إلي ساهمت ولو بالقليل في هذا الفراغ والوهم والزيف والاحقيقة إلي عايشينوا توا ..

هو صحيح حياتنا تقلبت ودخلت الأنترنات والتكنولوجيا وسهلتنا عيشتنا وبسطتها وخلتها أكثر سرعة ورقي وتطور ومهارة .. أما مننكروش هي إلي خلاتنا منزوين وبعاد على العائلة وعلى الناس وعلى الأصحاب وحتى على الخالق إلي ولينا نتذكروه كان في سورة قرءان نبرتاجوها على الفيسبوك متاعنا برك .. خلتنا زادة غرباء على خالقنا أولا وعلى ذواتنا وأنفسنا ثانيا وعلى عالمنا ثالثا ...

مننكروش زادة إلى ولينا للأسف وخليني نقول أقلية منا باش منعممش ..الشهوات والغرائز تتحكم فينا .. ولينا ياسر نخمموا في تشبيع ذواتنا بالغرائز .. الجنس والعشق ليه أعمانا وربما ولينا عبد ليه..والمؤلم من هذا لكل كل مرة نسمعوا غريبة تصير ..حتى ولات المرأة في نظر بعض الأشخاص بضاعة تروج ومجرد آلة لتلبية الغرائز والشهاوات ولا تكمل المتعة إلا بحضور المرأة .. حيث إن وجودها أصبح بمثابة الديكور الي يزين القعدة للإغراء وللمتعة وللجنس وللنعومة ...

والأهم من هذا كمية الكره الي نراوها منتشرة بين بعضنا ..ديما نقول ولينا " حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت "

ولينا مع الأسف في هذا العصر " البقاء فقط للأقوى "

وربي قال " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان " والرسول صل الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه: إغتنم خمسا قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك، ومالك قبل فقرك ، وحياتك قبل موتك "

والحسن البصري زادة قال " يا إبن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك "

ونحنا حاليا نعيشوا في فترة صعيبة ومؤلمة وموجعة وحارقة ونسأل الله أن ينجينا من هذا البلاء ويرفع عنا الوباء والغلاء ..لأن الحياة والكرة الأرضية ككل ومع إنتشار فيروس " كورونا " في العالم .. فرصة للجميع باش نراجعوا بعض الأوراق وبعض المخطاطات وبعض المشاريع .. وفرصة باش نهدوا الجدران الخايخة والعادات والتقاليد البالية إلي ولات تقزز وتعيف وتعكس بعض العقول المربوطة من عهد الفراعنة وتوا جاء الوقت باش نتحرروا من مكبلات وعادات وبعض من ثقافة الأجداد إلي حسيناها ولات مزروعة فينا وفي داخلنا رابطتنا ومسلسلة حركتنا وحريتنا ..لأن الحرية متتشراش بألف وبألفين من عند العطار وإنما هي خلقت مع وجود الإنسان والشابي ذكر بذالك في بعض الأبيات متاعوا إلي يقول فيها " خلقت طليقا كطيف النسيم وحرا كنور الضحى في سماه ..تحلق كالطير أين إندفعت وتشدوا لمن شاء وحي الإلاه " ..هي زادة فرصة باش نرجعوا للربي ولو بكلمة ولو بضحكة ولو بعمل خير وطلة على الجار والمحتاج وإلي يتوجع من غير ما يخرج الحس وإلا صوت ..العبد ساعات يسكت و يتبلج ويتبلع ويسكر فمو ..الكلام يهرب والنار ياكل قلبو ..معادش ينجم يعبر سبحان الله تعب وقلق وفد وعيا وشقى وتهد ....لذالك قبل أي كلمة تخرجها من فمك إحسب ردة الفعل متاع الشخص هذاكا ..خاتر ناس بكري يقولو " اللسان فيه عظم " و

أنا نقول " اللسان فيه لسان لفعة تقطر بالسم " ..والرسول صل الله عليه وسلم قال " لا ضرر ولا ضرار "

هذاكا علاش ومن المنبر هذا ومن خلال هذه الصفحة إنت يلي قاعد تقرى توا في كلامي، بغض النظر على أخطاء التعبير والرسم والبساطة إلى تحملها هذه الخاطرة ..محبيتش نكتب صلام وإلا وإلا نص حامل لأساليب فنية توري براعتي في الكتابة وتشكروني..ومحبيتش نكتب شعر كيف العادة نعبر بيه على حبي لتونس وحبي للحياة وللطبيعة رغم الصعوبات ..وجهادي باش نبقى حي نطفح بالأمل والقوة والسماح..أما حبيت نأكدلك حاجة إلي راهو " ما يدوم في الواد كان حجروا "

وإنشاءالله نخرجوا منها سالمين معافين ياربي .. أما قبل كل هذا حبيت نوضحلك حاجات صغيرة تخلي الخالق غاضب على أمة محمد ! الأمة المعروفة بالتسامح واللطف والكرم والجود والعزم والطهارة والمساعدة والعمل والكدح والصدق والأمانة والمجاهدة لنيل بحياة كريمة طاهرة من كل الدنائة..و أبو الطيب المتنبي يقول في هذا الصدد "على قدر أهل العزم تأتي العزائم ..وتأتي على قدر الكرم المكارم ..وتعظم في عين الصغير صغارها ..وتصغر في عين العظيم العظائم "والرسول صل الله عليه وسلم كيف بكى وقال " أمتي أمتي "
وأكيد الرب يقبل السماحة والغفران من الناس الكل ! ميسالش عاود مشكي من جديد شكون فينا بدا من الأول ومتعثرش ومغلطش ومتعبش وما عياش ومبكاش ومتعبش ومتهدش وتغدرش من أقرب الناس ليه ..ومطاحش وملقى حد غير الله .. شكون فينا عايش فرحان سعيد ؟ شكون فينا معندوش مشاكل وأحزان لداخل تعذب فيه .. .. ..الكلنا سواسية ..المفيد تعترف بالغلط متاعك خاطر كل إنسان يغلط ولازم يرجع لله ..وديما حط في بالك إلي تخلقت باش تعيش وموش باش تحزن وتسيب الماء على البطيخ ..

والفضل يعود لشاعرنا التونسي أبو القاسم الشابي كيف قال:

"سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء "
" إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر "
"ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر "

وفي النهاية الأمر نسألوا الله تعالى أن يرحمنا برحمته وأن يرفع عنا هذا الوباء وهذا البلاء ويرفع عنا الغلاء وينجينا من كل وباء وشر وعناء .. آمين يا ربي العالمين ..والسلام عليكم ورحمة الله وبراكاته

..