تعالوا أحدثكم عن العقوق..ليس عقوق الوالدين فكلنا نعرفه..سأحدثكم عن عقوق الأبناء..
عقوق الابناء أن تعتقد أن إبنك ملكك تفعل به ما تريد..تحقق من خلاله أحلامك التي لم تقدر أنت على تحقيقها..
فترغمه أن يدرس الإختصاص الذي تريد حتى و لو كان لا يحبه..
و أن يمتهن المهنة التي تراها أنت مناسبة حتى و لم تكن من إهتمامته..
أن تفرض عليه توجهاتك السياسيه و الفكرية و الدينيه..أن ترغمه أن يسلك الطريق الذي سلكت. و أن تعتقد ما تعتقده..و أن ينتخب من تراه أنت مناسبا..
أن تحرمه من أن يختار الطريق الذي يريد و أن يعتنق الفكر الذي يناسبه..

أن ترغمه من الزواج من شخص لا يحبه و أن تحرمه من أن يكون مع الشخص الذي يحبه لأي سبب من الأسباب..
أن تتحكم فيه كأنه عبد لك أن تسلبه إرادته و حريته التي منحها الله له و تظن أنها حقك المشروع..
أن تربيه بالجبر و القهر و القسوة و التعذيب النفسي و الجسدي و الاهانة ظنا منك أن هذا يصلحه..أو لأنك تلقيت نفس المعاملة من آباءك فتظن أن التربية لا تكون إلا هكذا..
و لا تعلم أن هذا ظلم و أنك ستحاسب عليه..
و أن تربيتك السيءة تسلبه الأمان و تفقده ثقته في نفسه،تصيبه بالكآبة و بقلة التقدير و بعدم الرغبة في الحياة و قد توصله إلى الإنتحار أو تسبب له عقدا و أمراضا نفسية لا يقدر على التشافي منها..
أرجوكم لا تنجبوا لمجرد إثبات قدرتكم على الإنجاب..أو لتجدوا من يخدمكم عند الكبر..لا تقرروا أن تنجبوا إن كنتم غير قادرين على توفير حياة كريمة مادية و معنوية لأطفالكم..
لا تنجبوا و أنتم لا تعلمون شيئا عن أساليب التربية السليمة..
نعم لقد كرم الله الوالدين و جعل رضاهم من رضاء الله و لكن كثيرا من الآباء و الأمهات يظن أن له الحق المطلق في التصرف في أبناءه كما يشاء..ظنا منه أنه أعلم بمصلحتهم و أنه أكثر خبرة منهم..
لا تنجبوا الأطفال لتتملكوهم..
بل إمنحوهم حرية الإختيار في أن يختاروا الحياة التي يريدون..
لا تسرقوا أحلام أبناءكم و أعمارهم و قلوبهم..
أرجوكم لا بد من تعلم التربية السليمة..
أرجوكم لا تكونوا أول أسباب معاناة أولادكم فالعالم فيه من القسوة مايكفي..
المفروض أن تكونوا أنتم السند و الامان و الحب اللا مشروط..
فلا تكونوا أنتم مصدر الخوف و الرعب و القهر و الضغوطات لأبناءكم..
بالله عليكم إقرءوا تعلموا تكونوا..و تحلوا بالرحمة و المرونة و أغدقوا أولادكم بالحب فلا حاجة لنا بمزيد من الأمراض النفسية.