تمردي..كوني كما أنت..كما ترغبين أنت تكوني..بلا قيود..
حطمي أغلالك التي تقيدك و تكتم أنفاسكي..كوني حرة..إفعلي ماتشاءين..أعتنقي ماشءت من الافكار..من الاديان..ناقشي أي فكر بدون خوف..
لا تخضعي لنظرات المجتمع لتعاليمهم..
لا تتزوجي لترضي المجتمع..لا تتزوجي خوفا من نظراتهم..و لا خوفا من الوحدة..و لأسباب مادية و للإنجاب..لا تتزوجي إلا إذا كنتي ترغبين في ذلك من أعماقك و إلا فلا تفعلي..فأنت وحدك ستتألمين..
لا تنجبي تحت ضغوطاتهم..و أسئلتهم الملحه المتكررة "فماش حويجه"..
لا تنجبي إلا إذا كنت أنت من ترغبين في ذلك..إلا إذا كنت مستعدة ماديا و نفسيا و جسديا و إلا لتفعلي لإرضاءهم..

تعالوا أحدثكم عن العقوق..ليس عقوق الوالدين فكلنا نعرفه..سأحدثكم عن عقوق الأبناء..
عقوق الابناء أن تعتقد أن إبنك ملكك تفعل به ما تريد..تحقق من خلاله أحلامك التي لم تقدر أنت على تحقيقها..
فترغمه أن يدرس الإختصاص الذي تريد حتى و لو كان لا يحبه..
و أن يمتهن المهنة التي تراها أنت مناسبة حتى و لم تكن من إهتمامته..
أن تفرض عليه توجهاتك السياسيه و الفكرية و الدينيه..أن ترغمه أن يسلك الطريق الذي سلكت. و أن تعتقد ما تعتقده..و أن ينتخب من تراه أنت مناسبا..
أن تحرمه من أن يختار الطريق الذي يريد و أن يعتنق الفكر الذي يناسبه..

كنت و أنا و أدرس جسم الإنسان القلب و الجهاز الهضمي و الرءتان و العين...أستشعر دقتك اللا متناهية ،إعجازك في خلقك، قدرتك اللتي لا يستوعبها العقل
..
كنت و أنا أراقب السماء اللا محدودة..تلك النجوم المضيئة و الكواكب المتامسكة كيف لا تسقط..و لا تتصادم..تتحرك و تدور في مسار محدد..تلك القوة الهاءلة التي تحركها و التي تمسكها..كنت أشاهد جبروتك و عظمتك
..
كنت و انا أركب الخيل و أراقب جماله و قوته و كيف ذللته لنا رغم قوته التي تفوق قوتنا..كنت أشاهد جمالك

إلاهي..متعبة أنا جدا..و مخذولة..كمقاتل إستفرغ كل جهده في القتال في صف عدوه..
كأم أعياها ألم المخاض لساعات لتلد طفلا ميتا..
كعاشقة سلب منها حبيبها غصبا..
متعبة أنا كالأبكم يريد البوح بما في داخله فلا يقدر على النطق..
كطفل تركته أمه و أعياه البكاء و لميجد من يواسيه..
كمظلوم قابع في السجن تحت التعذيب لا يجد محاميا و لا شاهدا و لا قاضيا عادلا..
كغريب جاءع بردان مشرد حزين ملقى على الرصيف لا ملجأ له..

كأن ألم الخذلان جند من جنود الله..و كأني به بمثابتة خليل الله إبراهيم و هو يحطم الأصنام و الناس نيام في قلبي..أو بمثابة رسول الله محمد و صحابته و هم يفتحون مكة و يكسرون الاصنام فيها و يطهروها تطهيرا أمام الملإ..
تلك المشاعر العميقة..مشاعر الحب و الولاء و التعظيم و الوفاء التي وهبتها لاحباءك فلم يكونوا أهلا لها و لن يكونوا اهلا لها أبدا حتى و لو توهمت ذلك..
كل ذلك الحب الذي يفوق حبك لنفسك و الذي قوبل بالأنانية و الظلم..
كل ذلك الإخلاص الذي كان لغير أهله..
كل ذلك التعظيم و الولاء الذي قوبل بالقسوة و الجفاء
كل ذاك التنازلات التي لم تأخذ بعين الإعتبار..