الحرقة ، الموضوع يتجاوز الإبحار خلسة و  عبر الحدود بطريقة غير قانونية ، البحث عن الجنة الضائعة يمر دائما بالجحيم و أحيانا تبتلع نيران الجحيم الملتهبة  شبابا في عمر الزهور ، تحرق أفئدة أمهات لا تطفئها حتى أنهار الدموع ، تحطم أمال آباء يحلمون بأبناء يفتخرون بهم . الحرقة و إن لم تكن قانونية فهي صرخة في وجه الظلم المقنن و هو ظلم دولة تجاه الناس جميعا لأن هذه الظاهرة لم تعد تشمل الشباب فحسب ،

هذه الدولة و إن تمنع من الموت في عرض البحر فإنها ترمي بك في عرض الفقر و التهميش   ، تلقي بك بين براثن الوباء و الفساد . تنتهي الأمال عندما لا يجد مريضا يتخبط في ألامه سريرا للعلاج ، تنتهي الأمال عندما تلفظ الأمهات أنفاسهن الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى ، تنتهي الأمال عندما يجد أب الأربع أبناء الحليب ب 1350 مي ، تنتهي الأمال عندما تزداد أسعار القبور في المدافن مع إرتفاع حصيلة الموتى بسبب الوباء . لكن ....

الحرقة ليست مقننة و لا بجب و لن تكون كذلك و من يجد لها المبررات فقد مسه شيء من الجنون ، و إن  لم يبعث شيء عن الأمل و انسدت جميع الطرق فإن الحياة تستحق أن نعيشها .  " على هذه الأرض ما يستحق الحياة " أرض بلادنا خصبة  و إن طالت الأعوام على جني الثمار  ، هناك أمل تنشده عصافير باب بحر ، أمل تحكيه عيون أطفال أثناء تحية العلم ،  يسرده تاريخ الدماء الطاهرة التي راحت فداءا للبلد .