كان جدّي مزيان للدّرجة لي خلات لوطا متنجّمش تهزّو فخبّاتو لداخل..

ما نعرش كان حسّيتوا النّار لهيبة شاعلة في صدوركم كي توفّالكم عبد قريب ولاّ ؟؟ كي تحسّوا عبد تسرق منكم سرقة.. كي الموت يغافلكم باش يهزّ منكم عبد تحبّوه ؟؟

حسّ تبربيق الماء مالإبريق لي يتوضّى بيه جَدّي فجاري الصّيف و الشّتاء لتوّة لا فارقني ، و حثلة ساقيه كي يلبس برنوسو و يقصد ربّي للعطّار وقتلّي العالم بكلّو في سُبات، كان خطوات جدّي السّيسة لي تخاف توجّع الأرض لي تدبّ عليها.

نتفكّر نهارتها و في يدّي زرّيقة البنج كي تيليفوني بدا ينوقز ،، للحظة حسّيت بحاجة غريبة ..حسّيت ال "Propofol" يجري في دمّي و دقّات قلبي يهبطوا بشويّة بشويّة..

آخر قطرة من دبّوزة بارفان، قبلّ ما نخبّيوها فالقجر و تتخبّا معاها اللحظات

آخر نفخة من سيڨارو قبل ما يولّي رماد

آخر رشفة من فنجان قهوة

آخر صفحة من كتاب قريناه بلهفة

فمّا حاجات ما جاش لبالنا نهار باش انّجموا نعملولهم..ريتوهم ، الحاجات لمخُبيين فينا لداخل في تركينة، كي الدّنيا تهدا و تتسكّر الشبابك بالفردة بالفردة..يتسرسبو قدّامنا .. نغمضو عينينا ، ما يفارقوناش، لين يهزنا النّوم
قصّيت شعري..في لفتة منّي انّي قادرة نتخلّى على كلّ شيء.. شعري ، ماللّي كان طويل، مسرسب، سيّبتوا في لحظة.. فما بالك بالبلايص.. بالحديث فالتراكن..بالعباد لي يتشابطوا عالدّنيا طالعين لربّي ، تقول باش يقورنوا.. بكلّ حاجة يشوفوها لعباد كبيرة و نشوفها أنا صغيرة..أصغر من الذرّة

حسّ المقصّ لتوا في وذنيّا.. ما فارقنيش لحظة. تصويرة خصلات شعري فالمراية لي مقابلتني قاعدين يتطايحوا ،، مع كلّ خصلة تهبط، يطيح معاها شويّة مالدّنيا .. شعري لي كنت نبدا بيه نهاري و نوفيه قبل ما نحط راسي عالمخدّة.. نتذكّر نهارها كي خرجت من عند الحجّامة كيفاه حسّيت النّسمة تلسعلي في أكتافي و كرومتي.. حسّيت بالنّسمة لي جاية من عند الجبولات باش تخفّف قوايل الصّيف الحارّة

المرّة هاذيا قرّرت نكتب بالتّونسية..اللّوغة اللّي تولدت و حلّيت عينياّ فيها..اللّوغة اللّي تعرّفت و فارقت بيها.. اللّي عشت بيها.. لوغتي معا عايلتي كي نتقابلوا فرد طاولة.. ناكلوا و نحكيوا و نضحكوا ..كي يلمنا بابا باش يحكيلنا

حكاية..   كي تسألنا إمّا شنوة شاهيين ناكلوا و نتعاركوا خاطرنا كلّ واحد و شهوتو.. أُوّل ” مبروك ” قلناها في الدّار مع أُوّل فرحة عشناها.. و أُوّل حزن هبط علينا كي توفّى جدّي.. اللّوغة اللّي فسّرلي بيها بابا أُول نص بالفرنسي، اللّي بسّطلي بيها الكلمات الصّعيبة، الكلمات لي كنت نظنهم أصعب حاجة ممكن تقابلني ، لين كبرت و عرفت أُنّو فمّا حاجات أصعب ببرشا، و إنّو كتاب الفرنسي لي قرّاهولي بابا أسهل حاجة مرّيت بيها.. أُوّل غنايات سمعتهم للهادي الجويني..أُوّل مسلسل تونسي تفرّجت فيه..أُوّل غنايات غنّيتهم في السنة الخامسة خاطر مُعلّمتي كانت تموت على صوتي و تقلّي باش تولّي فنانة

يقولوا إلّي يتبع الحمام الجالي يروّح للمغاغر..و الي يتبع الغراب يهزو لربوع الخراب...

ما توالف الناس الي عليك تتآمر.. و ما تضحك في وجه الكذاب..

و يقولو الحنضلة ما تولي تفاحة و الخرشي ما تبان فيه ملاحة...

العمر طويل ..و الي ينسى اليوم خيرك ..غدوة يموت منسي بجراحه..