Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
هِيَ، هُوَ... و شَهْرُ أيَارْ
Wiem - وئام
هي،
إنْتَظَرَتْ الرّبيع فصلَ الإشراقِ و الصَفاء
ظنَتْ أنَه سَيُنْسِيهَا بِدِفْئِهِ المُشِعِّ برْد الشّتاء
ففيه تَنْقَشِعُ الظَّلْمَةُ و ينتعش الفرح و يعمَ الضّياء
لكنَه أتاها متأوَها متثاقلا يعرج بأكوام الجفاء
مُعْرِضًا هائما يشكو في أشعاره الحزن و العناء
مُلْتَفًّا بكوابيس اليأْسِ والتَّشَاؤُمُ يَمْلَؤُ الأَرْجاء
زهره ذابل ، صمته قاتل، قلبه مشتعل كحرب شعواء
ماذا أصابك يا شهر أيار الجميل
لِمَا أتيْتَ بالظُّلْمَةِ و الهَجْرِ الطّويل
و قطعتَ سريعا على حبلِ الوِدِّ السّبيل
لما أنهيتَ حلما وردياَ مرحا قد بدأ يختال و يميل
لما أطفأتَ الشَرارة المقدَسة بعدما أوقدتَ بيدِكَ الفتيل
الذَنب ليس ذنبي، أجابها أيار بقول بخيل
فذنب من إذا، سَأَلَتْهُ بهمسات قلب عليل
هي،
لن تغفر هذه السنة زلَة أيَار
و لن تفهم لما جبن و إبتعد و إنهار
ولما تناسى في عيد مولدها باقة الأزهار
هو،
لم يعدها بالحبَ و لا بالشَمس و لا الأقمار
و لكنَه هبَ مسرعا كنسيم خفيف ثمَ حلَق و طار
هل ظنَ أنَها قد تنهزم و تضعف و تثور كالإعصار
كلاَ إنَها لأقوى من أن تنتحب على أطلال بئر عميق القرار
هي،
لم تعده بالجنان و لا بالفراشات و لا برحيق الأزهار
و لكنَها ظنَته عشق بسمتها و ركب من أجلها الأخطار
معذورة و بلهاء هي حين ظنَت أنَها في قلبه عشتار
وَاهِمٌ هو إن إعتقد أنَها كانت ستكون في الإنتظار
هي،
لن تسامح صبيَا يوقع بالحوريَات ثمَ يعجز عن الإختيار
يُؤْثِرُ على العشقِ عشقَ الهزائمِ و الهربَ و الإندثار
يثمل من كأس اللَيل الكئيب و يختبؤ من ضوء النَهار
هو،
إختفى فجأة و أسدل الستار
على قصَةٍ لم تبدأ بَعْدُ و آثر الفرار
تاركا غمزات الذَئاب الماكرة تسخر ممَا كان و صار
أتراه يهوى اللَهو بالقلوب و لا يبالي بهمس الأشعار ؟
لما فعلت ذلك لما يا أيار؟ يا شهر الرياحين و الأزهار
هي تجهل و تسأل، تتجاهل و تتسائل ... و أنت تهرب و تنهار
هو، و ربَما أيضا هي، من إختار، و إتَخذا القرار... بأن تفرَقهما الأقدار ...
بقلم وئام