عند الاشارة تكون الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. " بييييييييب "

بلغني صوت المذياع من آخر الرواق ..

الغرفة مظلمة ..

انقطع صوت العربات ..

رفعت رأسي فتحسست بجبيني لحيتك .. فركت انفي الكبير على صدرك .. و استنشقت كمية كافية من عطرك ..

ثم تلويت كالقطة ..

في فراشها الناعم

صدرك يا حبيبي .. حضنك فيه من الحنان و الدفء ما يكفي دولة ..

رفعت رأسي قليلا حتى لمحت جفونك ..

رغم الظلام الدامس .. يمر نور طفيف من اسفل باب الغرفة .. ساعدني على رؤيتك .. تغط في نومك لا تحرك ساكنا .. يدك حول خصري و اخرى فوق شعري ..

تذكرت انك كنت تلامس خصلات شعري بطريقتك المعتادة التي تبعث لجسدي ذبذبات تسهل علي النوم ..

رفعت يدي عنك قليلا .. فتحركت من وضعيتك تلك .. افقت من نومك الخفيف

و قلت بصوت يغلبه النعاس " طابت ليلتك في احضاني حبيبي "

فقاطعتك " اشششش هيا تعال نم قرير العين في حضني .. فلا تشقى و لا تتعب ابدا "

ابتسمت وسط نعاسك و عيناك لا تزال مغمضتين ..

ابتعدت قليلا ثم انغمست في صدري كالرمح .. قبلتك من جبينك ..

و بدات بتمرير يدي على كامل وجهك ..

اتفقد كل عضلة فيه ..

حبيبي اعلم انك متعب .. و ان رغم فرط حنانك الا انك محتاج لحناني اكثر ..

محتاج لحضني اكثر ..

ضممتك الى صدري بقوة عسى الوجع و الهم الذي يسكنك امتصه عنك ..

جسدك نحيلا .. متعبا .. مهموما .. منهكا .. يشكو قلة اهتمامك ..

لكن قلبك ينبض بقوة حتى ان نبضاته وصلتني ..

على حالك الضعيف .. لكن هذه الليلة يا حبيبي كنت طفلي .. طفلي الذي يكبرني .. اشعر كلما تنام في احضاني انك تصغر خمسة عشر سنة ..

انا الان اراقبك. في نومك .. اتامل شكلك الهادئ .. مطمئن و انت في حضني

اتعلم انك تبتسم في نومك .. اراك رضيعا يحلم بحياته القادمة .. لا امل من مراقبتك

فعوضا عن تاملي في سقف الغرفة ككل ليلة .. هذه الليلة اتاملك .. احفظ تفاصيلك حتى ارسمك اكتبك اقرأك ..