في غامرة الأحزان التي باتت تغزو العالم برمته...

وبين الحروب والدماء... ومن تترمل ومن يتيتم أو يتلطم...

وبين الأطفال الجائعين البائسين... وعددهم الذي يزيد في كل حين... وبين الفقراء والمحتاجين... وبين خائنين الوطن والإرهابيين والمجرمين... وبين من ألقى بوالدته في المآوي خضوعا لرغبة الزوجة... وبين من هجر عائلته أو إغتصب فردا منها... وبين الآباء الذين بخلوا بألقابهم على فلذات أكبادهم... وبين المرضى والأطفال المساكين...

بين من لم يمسك ذات مرة قلما ولم يكتب... من لم يعرف مدرسة أو معلم...

من لا يدرك عن التطور شيئا... ومن لا يعلم عن التكنولوجيا ذرة...

وبين هذا الكم الهائل من الكاذبين الحاسدين الحاقدين...

وبين من نسوا أن بدايتنا من طين ونهايتنا تحت التراب متوارين...

وبين البرامج والعناوين التي تعكس في كل مرة وضعية أو قضية أكثر بشاعة وقرفا...

تجعلك تشعر كم أنك تملك الكثير...

وكم أنك سعيدا أمام كثيرين...

وكم أنك عاجزا عن إقتلاع الحزن من قلوب الملايين...

في غامرة ما يسود بحر هذا العالم ويابسته...

لا حق لك أن تتعجب حين يخيب ظنك أحدا ما... أو يخونك أحدا ما... أو حين تواجه مشكلا ما...

وكيف نتعجب من حزن بسيط عابر؟

ولما نستغرب من ظروف ندرك أنها وقتية؟

سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء...

جعل هذه الحياة لحظات...

وجعل لكل مآسي الحياة نهايات...