أمي ڤالت كي تروّحي تلڤي عشاك مرقة ببوش..

عندها برشا واعدتني... عندي برشا نستنى....

اسمهي مهى... مش مهم  عمري خاطر عديتو الكل  نستنى...

نستنى فالشمس تطلع  اول نهار مكتب بش نجي الاولى..

نستنى في وقت اللمجة بش ناكل كسرة امي...

نستنى في الكارني بش نوّري لبابا الي اعدادي باهية وحرام يبطّلني المكتب...

نستنى في كرهبة تتعدى من حافة الكياس فيها عباد شبعانة و فرحانة جاية تحوّس.. تكملّش تشري من عندي ديار الفلين الي نصنعهم ونبيعهم بش نشري كتب العام الجديد...

نستنى في يامّا تروّح مالغابة بش تشعللنا نار نتدفّو..

نستنى في المدير ڤال لينا بش يعملولنا كار تهزنا وتجيبنا مالمكتب...

المكتب هاذاكا الفرحة... نحبو.. نحب القسم نحب آنستي نحب مريم الي تقرا معايا... نتعاند نا وياها ديما شكون يعمل تعبير خير من لاخر.. نغلبها فالتعبير وتغلبني فالحساب...

وفي ثنية المرواح ننسو المكتب ونحكو على حلماتنا...  

مريم ديما تڤول عليا مجنونة... كي نبدو مروّحين.. و الدنيا صاحية.. و شمس.. نسرح... تبدا رجليا فالقاع و راسي مڤلوب نغزر للسما....

نغزر للسرول يناطح فالشمس و نحكي على حلماتي لمريم....

نحلم نولي طبيبة و نخترع دواء نداوي بابا الي عدّى عمرو ڤاعد في كرسي...

نحلم نرجع لدشرتنا نداوي جدّاي و اهل الدشرة والناس الكل بلا ما ناخو حتى فرنك... يعّدوني في الاخبار متع الثمانية.. ويحكو ساعة عالقافلة الصحية متع الدكتورة مهى ..

يبدا عندي كرهبة حمرا على مابهاها...

و نلبس روبة بالنوار كي متع آنستي !

آنستي ڤالت الاحلام كل تنجم تتحقق...

ونا متاكدة الي نهار بش نرجع لهالكياس نشري مالصغار الكل و ما نخلي حد ياڤف لين تنفٍخ رجليه...

اليوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2019... ماللي دخلنا للمكتب الصباح وآنستي وجهها متبدل....

والسيد المدير مشو ڤد بعضو... فالعادة يبدا يسايس فينا... اليوم على عصابو يكشّ علينا وحتى العلم ما كملناش حييّناه... سكّت المسجّلة في نموت نموت... ڤال شتاء تصب يزي !

درس اليوم على حب الوطن....

نا نحبو الوطن عالاخر... ماو الوطن هو يامّا و فرنانة و جداي وبابا و الغابة؟ نا نحبهم الكل....

نحب تونس...يمكن لو كان جيت نروّح في كار متڤيّة مالشتاء راني نحبها اكثر ! اما سيّد المدير ڤال اصبرو بقلب كبير و كي سألناه شمعناها ڤال اصبرو و ما تتذمّروش.. هانا صابرين !

كنا نحكيو عالوطن وقت سيد المدير دخل لآنيستي وجهو ازرڤ و وشوشلها في وذنها...

هو خرج وهي سكّرت الكتاب و ڤالت "نٌكمل الدرس غدا... برّو روّحو و ساعدو رواحكم مالشتاء "

خرجت نا و مريم نضحكو كي العادة...نحكيلها على مرقة الببوش... و هي تڤلي يا حلزونة...

نعرش كيفاش عرضنا الماء.... عمري لا ريت ماء ڤد اكاكا.... ريت كميونة هاززها الماء.. ومولاها يبكي.... ريت شاه يكر فيها الماء... خفت... ڤلبي عزڤ ونا نرى في الماء هازز كل حاجة تعرضو تڤول غول.... فمي محلول و نا

باهتة... طاحت كرطابتي في السيل... كل الي هزو الماء قبل كرطابتي... ما عزّش عليا كي ادواتي وكتباتي.... دبشاتي شريتهم بالوقفة فالكياس... شريتهم بالتشحيت في يامّا... بش تزيدني خمسة الاف... شريتهم بالخوف

من كل كرهبة تاقف ما فيها كان راجل يحب يشدلي يدي...

غاضتني كرطابتي رميت روحي عليها فالسيل....رميت روحي  على قرايتي... على حلمتي... عالكرهبة الحمرا... عالروبة الي بالنوار... على تقرير القافلة الصحية!

صاحت مريم...أرجعي أرجعي! خبّطت.... ريت دموعها.... تڤول خرجتها آنيستي للسبورة وهي مش حافظة....

فات الفوت!

لحظة و غاب من عيني كل شي.... الكار الي وعدنا بيها سيد المدير و مرقة الببوش... وامتحان التعبير!

و ما قعدت نتفكّر كان تاريخ اليوم مكتوب بالطباشير عالسبورة الملڤشة... و" نموت نموت" .... و بعدي يحيا الوطن... لصغار اخرين يستنو بڤلب كبير و يجيهم نهار و يهزهم السيل...

آنيستي ڤالت الاحلام كل تتحقق... و حتى  كان ضاعت كرطابتي وهزها الواد... و بردت مرقة الببوش وما ذڤتهاش... و ما لحڤتش داويت جدّاي و لا اخترعت الدواء لابيّ ...  حلمة من بين برشا حلمات في ثنية الغابة تحققت : و

حكو عليا في اخبار الثمانية...

نهار الي متت !

التوقيع دكتورة مهى !