Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

عدل الطُغاة

arab-dictator-metaphore-storyOuday Leizieh - عدي لِزيَّة
 
في مزرعةٍ لطالما تغنى سكانها " بالحرية " ولطالما اشتهرت عن باقي المزارع المحيطة بها بالديمقراطية وبالعدل وحتى في أبسط الأمور . . كالموت  !

تغيَّر نهج الأسد - المنتخب بالأغلبية الساحقة - في الآونة الأخيرة وبات مستبداً وظالماً ولحق جوره جميع فئات سكان تلك المزرعة .

لم يجرؤ أحد قط على الوقوف في وجه الملك كما لو أنهم عميان ، فأول مراحل العمى الصمت وآخرها التأقلم .

بات الملك يفرض الجزية على الجميع ويزيد الضرائب بإستمرار و يأخذ محاصيل الحيوانات و في كل شهر على كل قطيع أن يقدم قرباناً له تقديراً لحرصه و لحمايته لهم من الذئب المكار !

و كان يفرض على الخراف أن تقدم له صوفها ليصنع منه وشاحاً يليق بجلالته ليباهي به أمام ملوك المزارع الأخرى .


بعد أن نفذ صبر الجميع قرر أحد الخراف التمرد على الملك و وضع حد لبطشه ، ودعوا سائر سكان المزرعة لاجتماع سري في حظيرتهم مساءً .

اجتمعوا بكثير من الترقب والحذر و قرروا القيام بعصيان مدني و قرروا كتابة مناشير وتوزيعها للقيام بالخطوات اللازمة لإنجاح العصيان ، لكن لسوء حظهم ولحسن حظ الأسد أنهم لا يجيدون لا القراءة ولا الكتابة !

فإستعانوا بالثعلب ، وخط بيده بنود  العصيان ومن بينها :

عدم دفع لرسوم للملك و عدم تقديم الطعام له وعدم الإمتثال لأوامره .

وزعوا المناشير ليلاً خوفاً من عيون الملك المنتشرة في جميع أرجاء المزرعة ، وفي الصباح استيقظ القطيع على فرمانٍ ملكي يقضي بإعتقالهم جميعاً بتهمة عدم الطاعة و الاساءة للملك .

ساق أعوان الملك و خدام بلاطه القطيع لبهو القصر ليحاكموا محاكمة عادلة و ليُعدموا شنقاً في باحة المزرعة أمام الملأ .

تقدم الثعلب عله يشفع لهم عنده بحنكته وفصاحته ، فقال :

- لا تعدمهم يا سيدي إنهم خرافك ، أولا ترتدي صوفهم و تأكل من لحوم عظامهم !

أجاب الأسد بكثيرٍ من الكبرياء :

لكنهم أهانوني ، لقد وصلني منشور البارحة

- وهل كتبوا ما هو معيب ؟ لم يتعرضوا لك بكلمة واحدة يا سيدي

- لم أقرأ المشور أصلاً

- لمَ ! كيف !

- لأنني أيها الثعلب لا أجيد القراءة !


عدي لِزيَّة
عدل الطُغاة