Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
سيدة الليل
Mariem Khlifi - مـريـم خـلـيـفـي
أنا الجيش لنفسي، وأنا السيف ذاته، أنا التي أخذت الحياة قلبي لترد إليّ عقلي، فلن يعيش ابن العاطفة طويلا..
كلما امتطيت الطريق نحوه تستعمرني فيروز بترانيمها "راجعين يا هوى" لتغوص بي حيث ظننت أنني أفعل.
تطول رحلتي وأفقد صبري، جزعا من جنوني واندفاعي، خوفا من الأقدام التي قد تدق بيتي الغائب
وتحسبا من حبيبي هذا الذي قد يطعن قلبي ثمنا خالصا لتهوري. طبيبي، رجل ثلاثيني، محافظ وفق ما تمليه عليه رغباته وأهواؤه، فارع القوام كأنه سد ترتطم عند شاطئه كل جوارحي فيبتلعها دون رجعة إلى أن تفيض حولي وتحيط به، أصابعه بيضاء رقيقة يتقاطر الغزل الشبق منها، ذراعاه ممتدتان لتطوف حول أزهاري الصغيرة، أما شفتاه فهما مكتنزتان كالكرز
كلما قبلني اجتاحني قول المتنبي "ذقت ماء الحياة من مقبلها لو أصاب تربا لأحيا سالف الأمم"..
أخبرني أنني سمراء متمايلة كأنني معالي زايد، كلما اجتمعنا أغمره وأخطفه من نفسه وأدك حصونه في ثنايا قلبي إلى أن ينهار منتشيا مثلما يفعل ليل قاهرة المعز برواده.. لازلت أذكر حبه الشديد للكلثوميات، سجائره التي تحرضه على القفز من النمطي إلى الخيالي الذي
أتربع عليه لأشكله حقيقة عارية أزرعه بها من جديد دون حدود. يغضب طبيبي كلما خضنا نقاشا فلسفيا أو دينيا، فاتفقنا أن لا نتحدث إلا في الحب الذي خيّل إليّ أننا اجتمعنا حوله خارج قيود العادة والمجتمع.
أصر حبيبي أن لا ينساب بين خواطري، لكنني اليوم أعود أدراج تلك الأوقات، اللقاءات، المحادثات، الليالي، حيث لا تتجلى أمامي إلا نفسي، سيدة الليل، ياسمين يتدفق حبا وشهوة، يؤثث فراغ القلوب وينبت في خوى الأجساد من الحياة، ليأتي الصباح فيمحو ما كتب.
أصر حبيبي أن لا ينساب بين خواطري، لكنني اليوم أعود أدراج تلك الأوقات، اللقاءات، المحادثات، الليالي، حيث لا تتجلى أمامي إلا نفسي، سيدة الليل، ياسمين يتدفق حبا وشهوة، يؤثث فراغ القلوب وينبت في خوى الأجساد من الحياة، ليأتي الصباح فيمحو ما كتب.
كنت عبارة سريره، استمتع بالتخبط الحر في ألواني كلما حل المساء ليتبخر طيفه ويتجمع في عالمه في الصباح ناسيا ما مضى تاركا وراءه ما تناثر من هباء الحب..
مـريـم خـلـيـفـي
Website Design Brisbane
Tags: