Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

رتبت عالمي

imagining-him-woman-loveTraki Hizi -  تراكي حيزي

أذكر .. حينما كنت نكرة ، بلا عنوان ، في مثل هذه الأيام من أعوام مضت ، كيف كنت أقضي ليلي ، و كيف كانت ساعاته تتآمر على قلبي فتطول و تأبى الفوات ...

كنت كمن يضطجع على الجمر لا جنبا يريح و و لا جفنا يعانق أخاه ، و كل شيء يحتفي بهذا المشهد الجحيمي ، كنت في خضم ذلك كله أحلم ، رغم أنه لم يكن أحد في انتظاري ،

كنت في انظار دائم لوجه عشقته و لا أعرف ملامحه ، كنت أحدثه بمطالعاتي الجديدة ، يجادلني في مواضيعها ، عن آلامي العتيقة و الحديثة ، عن أحلامي الموؤودة ، عن بذاءة العالم ، عن عطن النفوس ، كنت أسب أمامه الجميع و يشاركني ذلك  و كم كان يحلو لي أن أثرثر طويلا وهو يستمع إلي ، كنت على يقين بأن روحا ما في هذا العالم الكبييير تبحث عني ..بأن توأمي يستوطن ركنا ما في غرفة خافتة الأضواء في غربة ما بين الكثير من الأجساد ،

كم كنت أتفنن في رسم ملامح لهذه الروح ، كيف سيكون شكل الوجه ، ملمس الشعر، الوجنتين ، طعم الشفتين ، و أكثر يقيني في كل ذلك ، تلك الأكوان المجتمعة في العينين ، أجعل الابتسامة تتخذ شكل الهلال ، و أعطي للعينين ألوان قوس قزح ...

و كنت أحدث نفسي كيف سأكون مرتبة في حديثي إليك ، و أمضي على عهد قطعناه لم يحن وقته بعد ، وأرسم قواعد العلاقة ..ماذا يجب أن يكون ، و ماذا ينبغي أن لا يكون ... ، أتناول دفتري و أخط عليه كالمراهقين اول حرف من اسمي و أرفقه بما تبقى من الحروف ، أيها سينال شرف بداية اسمك ،و أدرب صوتي على الحديث إليك و كنت أغير النبرة في كل مرة ، في محاولة لأن أجعلها ألطف ... و فكرت في كل التفاصيل الصغيرة .. رتبت عالمي و استسلمت للانتظار .... و عندما أوشكت على تدمير كل ما شيدته ، و أنا امرأة لا تطيق الانتظار طويلا .. أتيت

و المضحك في الأمر أنك ألغيت كل القواعد ومحوت كل العهود و رميت كل الصور و غيرت كل الملامح و حللت أنت مكانها ، "وجهك فاجأني كالأمطار في الصيف و هب كما الإعصار " كنت أجمل من تصاميمي و أغرب مما حلمت به ، كنت شهيا كما لو أنك ثمارا من الجنة ، تنتشل من هبط إلى الأرض لتعيده إلي عالم حواء و آدم قبل الخطيئة الأولى ... فاق سحرك حدود مخيلتي الصغيرة وأدركت منذ ذلك الحين بأنني في خطر كبير ، أنا التي لم تخش يوما إلا من عدم مجيئك و صار يرعبها غيابك ولو لساعات ... كمن وجد الماء بعد ضمإ شديد ... إعصارك ينتقل بي بين ربيع و خريف صيف و شتاء ، بعثر نظامي ، بنظرة واحدة ، بابتسامة واحدة بهمسة واحدة ... أقمت مسامرات للفرح و صارت شراييني تتراقص بعد أن كانت بالكاد تنقل قطرات دمي البارد الى عروقي .. صارت في كل لحظة حب تدفع بقلبي إلى الخارج كي يعانق كل جزء فيك .. إنها تود تقبيلك ، و صرت أشتهيك بشغف كبير ، أشتهي نوباتك الجميلة ، حتى حزنك ، حروفك حتى التي لا تقول شيئا ، و يطربني صمتك أكثر .. من ذا الذي يطرب للصمت غيري ... أعشقك بكل ما اجتمع في قلوب جميع البشر من حب ..

تراكي حيزي
رتبت عالمي

Vous pouvez lire aussi