لا شيء يعادل لديّ قيمة أن تكون صديقا لأحدهم ، رغم هذا الزيف الذي نعيشه رغم عطن النفوس و قبح هذا الواقع ، رغم كل الخسارات و كوم الهزائم ، أن تكون صديقا ذاك هو الانتصار ..

أوْلى اختياراتي و أقدسها ، هكذا يكون جوابي دائما عندما اسأل  عنها  ،  أو هي  الفن الذي لا يتقنه إلا الصادقون ، وليس خفيا أن يكون للصدق و الصداقة ذات الجذر ...  

و مع ذلك ليس سهلا على الإطلاق ، أن تجعل روحا تستأنس اللجوء إليك رغم اكتظاظ العالم بالبشر ، ليس سهلا أن تحمل هما ليس همك و الأهم من ذلك أن تشعر أنه همك أنت ، ليس سهلا عليك أن تكسب ثقة أحدهم  ، وما من علاقة داخلتها الصداقة إلا و استقامت و اشتدت ،   ضروري أن يصادق الحبيب حبيبه ، و الأب ابنه و الأم وليدها و الأخ أخاه فكل بنيان لا يشتد إلا بالصداقة.

ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺍﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺭﻭﺣﻚ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺻﻮﺕ ﺑﺸﺮ ، ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻭ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺸﺮ ،

ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺃﺳﺮﺍﺭﻩ ﻣﺠﺘﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻦ ﻋﺴﻠﻴﺘﻴﻦ ﺑﻨﻴﺘﻴﻦ. ﺗﺎﺭﺓ ﺁﻭ ﺭﻣﺎﺩﻳﻨﻴﻦ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ،

ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﺕ ﺷﻔﺎﻩ ،

ﻫﻞ ﻳﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺰﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﺳﺮﻩ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺫﺭﺍﻋﻴﻦ ،

أذكر .. حينما كنت نكرة ، بلا عنوان ، في مثل هذه الأيام من أعوام مضت ، كيف كنت أقضي ليلي ، و كيف كانت ساعاته تتآمر على قلبي فتطول و تأبى الفوات ...

كنت كمن يضطجع على الجمر لا جنبا يريح و و لا جفنا يعانق أخاه ، و كل شيء يحتفي بهذا المشهد الجحيمي ، كنت في خضم ذلك كله أحلم ، رغم أنه لم يكن أحد في انتظاري ،

كنت في انظار دائم لوجه عشقته و لا أعرف ملامحه ، كنت أحدثه بمطالعاتي الجديدة ، يجادلني في مواضيعها ، عن آلامي العتيقة و الحديثة ، عن أحلامي الموؤودة ، عن بذاءة العالم ، عن عطن النفوس ، كنت أسب أمامه الجميع و يشاركني ذلك  و كم كان يحلو لي أن أثرثر طويلا وهو يستمع إلي ، كنت على يقين بأن روحا ما في هذا العالم الكبييير تبحث عني ..بأن توأمي يستوطن ركنا ما في غرفة خافتة الأضواء في غربة ما بين الكثير من الأجساد ،