Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

#1 في بلاد التررّني

roman-policeFatma Cherif - فاطمة الشريف

يحكي سي عامر بوعزة في نصو ”يوم من أيام سكسونيا“ على المعاناة الزقحة الي تنجّم تعيشها كتونسي ذنبك الوحيد انك ساعات اوراقك توفى آجالها و تستحق بش تتعامل مع الدولة من اجل أوراق أجدد .

اكا العام و انا راجعة بش نجدّد بطاقة تعريفي ... استرخصت من خدمتي بساعتين ... و قصدت ربي للمركز العجيب الي في حومتنا ... دخلت نلقى الجرد وسطيّة الي هي بهو الاستقبال مليانة بالخلق لين قريب الواحد يدخل لبيت الموقوفين بش يتنفس ... كل واحد و همو على وجهو ... و ما فما كان "موظف" بركا لاهي بهاك الخلق الكل ... انت تدخل و هو يخطفك بعينيه و تحسو يجبدك بالتنويم المغناطيسي بش تعطيه البحث الكل : منين جيت ؟ (بالك يسلكها و تطلع غالط في المركز و يبعثك من وجهو جملة) علاه جاي ؟ شنوا بش تعمل ؟ قداش عمرك ؟ شكون بوك ؟ كيفاش جيت ؟ شنوا خذيت ؟

الخ الخ من الأسئلة الي تحسسك الي انت مطلوب للعدالة غيرش ما سلمتش روحك برجولية ...

الحال شتا كل منهو بونادم مكرفط روحو في زوز كلاسط و زوز سراول بش يقاوم سمّ البرد متع تونس ... و الدفا متع الكلام الي ينجّم يعدي الصرد ما فماش ... العباد وجوهها شاحبة الناس متيقرة فادة ... الدنيا كازّة ... يمكن على هاذاكا كي قلت للأخ الموظف صباح الخير ما رجعهاش ... قتلو ”بش نجدد بطاقة تعريف“ ... قالي ”برا اعمل دورة الساعة ... الي تعمل فيهم ما تجيش تو“ .. قتلو ”وقتاش تجي ؟“ قالي ”ما نعرش قتلك مش تو و كاهاو ”.. ”اي سامحني انا مسترخصة يلزمني نعرف وقتاش بش نرجع لخدمتي ”... قالي ”اي سامحني و انا شتحبني نعملّك ....“
مشكلة الاعوان الي يخدمو في المركز ديما حاجتين متناقضين :

الاولى الي هو يحسسك الي انت جايو لدارو بلوتو لبيت نومو و قصيت عليه جوّو و دونك يلزمو يقتلك ويقطعك في ساشييات و يستهلكك وقت الي يغلى اللحم و الا في احسن الاحوال يحطك في الحنديرة و يجيب عليك الحق ...

و الثانية انو دوب ما تجي بش تنصاعلو او تطوّع وقتك و حياتك لما يحب و يرضى فيسع يسّل روحو منك و يولي ما يعرفكش ... وعليه هزيت الملفّ الي فيه وريقاتي الممّسكين بترومبون صفراء زاهية اللون فوق مني و مشيت ندبّر في قهوة نعدّي بيها العنصريّة التونسية-تونسية الي ضربتها على قلبي عالخواء

المركز في حومة شعبية ... القهاوي الي دايرة بيه كل قهاوي رجال ... و انا راجلي مش معايا ...قعدت نقدّم و نوخّر بش ندخل نقترف الجرم المتمثل في اني ناخو قهوة نشربها خاطرني انسانة مهملة نخرج من داري بلا قهوة الصباح ...انا من هوني و نعرف العباد للهوني كيفاش تخمم ...

قعدت نضبب قدام كافيتيريا شفعتلها هندستها العصرية و طواولها الطوال في اني نختارها هي من دون باقي القهاوي بش نضبب قدامها ... شافني سرفور... خرجلي يجري ... "اختي صباح الخير تفضّل" .. قتلو "يفضلّي وخيّ نحب على ديراكت منجمتش ندخل" ... قالي "توا توا نجيبها لاختي قداش نحطلك سكّر " .. قتلو "زوز ".. غاب في الزحام و هو يحكي "دقيقة و نجيبها لاختي ..."

تبّعتو بعينيا داخل يجري للكونتوار و يوصّي في الولد متع الماكينة على قهوة مش قوية على خاطر ها لمرا و هزّ يدو يورّي فيه فيا ...

مديت يدي لساكي نمدّ في الفلوس نلقاه وقف قدامي و القهوة في يدو ... كيما كانو صغير جايب الكارني لامو ... تبسمت

قال الراجل الاسمر الضعيف الي بنظرة عامة تشوف همّتو و نظافتو و صباطو المسيرج :

"نشالا ما بطيتش عليك .."

قتلو " لا بالكل يكثر خيرك و يعطيك الصحة تفضّل" .. ومديتلو الفلوس ... و درت

صاح في جرتي :" اختي باقيك" ... قتلو "لا عيش خويا يعطيك الصحة"

قال الأسمر : /"يرحم بوك يرحم بوك ... يعطيك ما تتمنى ربي يفضلك ربي يخليك ...."

هزيت هاك القهيوة و مشيت مقابل المركز حطيت طرف كرظونة و قعدت نترشف في قهوتي على قارعة الطريق و الوطن ... و سرحت :

تونس كيف هالانسان الي جابلي القهوة حنين و خدّام و حركتو خفيفة و تبسيمتو ما تفارقش وجهو بالكل ... نظيّف و وليدها ... لسانو طيّع و مسيس ...
انا نخمم في المخلوق الي جابلي القهوة و سي دبوّس الغول (الي صبّحت عليه الصباح في المركز ما جاوبنيش ) طلّ من باب المركز .. و وقف قدام الباب كي الوعدة في باب الرزق .. ماشي جاي كي شارف الصيودة ... يقيس في قدّو و ساعة ساعة يبزق في القاع ....

ياخي كي تونس كي هاك الولد الدافي علاش يحكمو فيها عباد هكا ...؟

عيّطلي دبوس الغول من بعيد تقول نخدم عند امو ... تمتمت بكدس كلام و انا ندوّر في وجهي عاملة روحي ما ريتوش ... كملت قهوتي و انا نعسّ على راجل كبير يلمّ في البلاستيك على برويطة تتلّ في جرة موبيلات خردة قريب تطيح في القاع ... يهز دبوزة يطيح بانو ... يهز بيدون يطيح غطاء متع قصرية ... يهز الزوز تبرك الشكارة الكبيرة المعبية بغطيان الدبابز و تتفرتلو في القاع .... سيزيف
كملت قهوتي وشقيت الكياس وانا نستعوذ ... دخلت .... نلقى الحضبة كي كاللّي نقصت شويا ... مشيت لدبوس الغول الي يتكلّم بفيانة في البورطابل حاشي راسو وراء كونتوار فايونس يقزز بالوسخ .... قتلو "سامحني" مرتين عمل روحو ما سمعنيش .. شكون يصدق الي فما بوليس في البلاد هاذي ما يسمعش حثلة النمالة ... في السامحني الثالثة هز تليفونو و دخل لدغرارة لداخل تقريب عاملينها للتليفونات الي من نوع هذا .. اتكيت على الكونتوار و انا نتفرج في دبوس الغول كيفاش ماشي و يترخف و صوتو يوطى و يذوب تقول زارقة عليه السمش ... الحب ا سيدك يحكم حتى في خليفة الاقرع ...

ياخي مالا كي يعرفو يترخفو قدام الحب ؟ علاه يعسّو عالعباد الي تحب بعضها ؟
تعدات نص ساعة و انا نتفرج في دبوس الغول يتكلم يفيانة و نخمم في كيفاش نفس المخلوق هاكا بعد شويا بش يهز الكرهبة و يخرج يتنتس في الزناقي يلقاشي راجل شادد يد طفلة و لا اللطف يا ربي يبوس فيها ... ثم نحيت الفكرة من مخي كي تفكرت الي انا في حومة شعبية ماكسيموم الرومانسية فيها تتمثل في انو الراجل يروح لمرتو العروسة الجديدة بدوارة ناتنة و يقوللها "تحشيلنا كعبات عصبان؟ هاوكا جبتها ليك و ما هزيتهاش لامي يا عسلة يا متع العصبان "
فقت من سرحتي وانا نرى في الفرعون الي قدامي لمّ روحو و تكبس و رجع لبس الصخشية متع شادلي العرفاوي في بوليس و جاني ... وهو يعيّط "تفضل شتحب" .. من الرعبة خفت نعاود نقلو جيت على تجديد بطاقة تعريف يفرشخني .. فبدلت الصيغة ... قتلو "بطاقة تعريفي وفات و جيت بش نعاودها .. جيتك الصباح كان تثبت ..." قبل ما نكمل غزرت نلقى وجهو ترخف و غزرلي غزرة ماسطة ... قالي "مش انت الي كنت توا قاعدة على التروتوار ؟" قتلو "انا هي اي ”... قالي "كبّوط كي هذا و طفلة كيفك تقعد عالتروتوار مش عيب ؟" و بدات عينيه تتحول من قزحية الي قلب ... وهو ماشي و يقرب مستغل انشغال العباد بتبربيش تلفوناتها و لعبة الحنش ... ركزت يدي عالكونتوار بش نفجعو وخّر ...و رجعت عينيه حمارت كي طرف الكبدة ... تكبست انا و قعدت نخمم في شنوا بش نقول فيسع ... ثم نطقت "madame انا مانيش طفلة" (وفجأة حسيت الي انا ممتنة الى كوني مادام) هزني و حطني متع عبد مش مصدقني و قالي "ايا مالا ارجع اقف غادي يا مادام " صحت انا زادا "ناقف علاش ما ناقفش مانيش خير من العباد الي تستنى"
تعدى وقت ثقيل ... وزنّي فيه الأخ يجي 14 مرة ... كي قربت نص نهار وكثرت تليفونات الخدمة و هو مركّز معايا عيّطلي مرة اخرى ... مشيتلو "تفضل" قالي "تحبش ندخلك فيسع؟" صحت كيما لوكان لقيت الكنز "ياااااا بالحق صار انت تنجم ؟" رجعت الغزرة الخايبة و هو يقلي "بطبيعة انجّم " .. و مشا و عملي حركة بيدو متع تبعني ...
دخلت في جرتو لبيت ظلام سواد سحاق ... ذاك القنّارو هو البيرو الي تلقى فيها الاخت متع بطاقة التعريف ...
الأخت هي (في الحقيقة من غير كثر وصف) ... مودال جاهز لهاك الفتيات بائعات الهوى الرخيص متع مصر ... كولون مشبّك ... جوب سكاي مقشّر ... صبّاط دان مكروط ... فاست كوير خايبة .... و حمير يلمع لونو جاي بين الموف و الأخضر ... وفلجة بين سنيها تعدي تران بير بورقبة
غزرت لدبوس الغول و هي تطرشق في لوبانة قد فمها و غمزتلو بما معناه شنوا قضيتك .. عمللها حركة بيدو ( الحقيقة قرايتي ما شفعتليش بش نفهمها) ... وهو يقول : "المادموازال ... بش تعاود بطاقة تعريف .. طفلة نظيفة مش متع صف مع الشلايك ... هاك ترى في الضخامة ... نحبك تريقللها امورها" ...
تزامنت كلمة ضخامة مع نظرة تسوميم من الاخت فاتدعثرت انا في العتبة السيمان المسخة شويا لا تكبيت على وجهي لوكان مش شديت في الحيط ... جاني يجري "سمالله سمالله" ...زادت قحرتلو الاخت ... بعدتو بيديا و انا ننفض فيهم من الوسخ وقتلو " لاباس لاباس" بتسوميم لا يقل في شيء عن تسوميم الاخت و حطيت الاوراق الممسكين في نظام بديع فوق الطاولة المزينة باكسبراس قتّال و طابع و شطر سكر النسر .... وبرشا غبرة و شيكلي لاصق في اللوح
هزتهم المعلّمة من غير لا تغزرلهم و عينيها تقيس فيا بالصانتي ...تبسمتلها كنوع من انواع الرشوة او التضامن الانثوي ... ولو انها ماهاش انثى ياسر ... فجابهت التبسيمة بتنخيمة مقرفة لين شويا لا رجّعت على شعرها الخرائي اللون ... و غزرت اخيرا للاوراق .... الورقة الاولى .. الورقة الثانية الثانية ثم من دون مقدمات ابتسمت ابتسامة نصر و هي تلوّح في هاك الترومبون الاصفر المزيان في القاع ...
"هاك معرّسة" وغزرت للاخ دبوس الغول متع فاش تصنع ؟ خذا عليها الاوراق و ثبّت ولوى شفتو .... قحرتلهم ازوز "اي شنوا المشكل المعرسين مايعاودوش بطاقة تعريف ؟"
سكتو برهة من الزمن و بعد يجي درج و الاخت تربش في الاوراق قاتلي ”فين تسكن ؟“ قتلها ”في نفس العنوان الي في بطاقة التعريف القديمة ”
قاتلي ”ورقة ماء عندك ؟“ قتلها ”تفضل اهايكا ” ...سكتت سكتت و قالتلي "لا ما نجمش نعاودلك بطاقتك“ قتلها ”علاه ؟ ”قاتلي ”خاطر يلزمك تجيبلي شهادة من عند بوك الي هو مسكنك على وجه الفضل " قتلها ”شمعناها وجه الفضل ؟ ”
قاتلي" ياخي مش قارية ؟" قتلها " قرايتك انت؟ انا مش قاريتها" ... جات بش تشعل سكتت خاطر النبزيات اتخذت منحى الغرزة الميتة بعيدا عن تهمة هضم جانب موظف عمومي

تدخلّ هو بش يهدي الحرب الباردة :" ما فيها شي الحكاية تمشي لبوك تقلو يعملك ورقة في البلدية تفيد الي هو مسكنك بلاش و تجيني غدوة تلقاني انا دوب ما تدخل نسقّدك"

قحرتلو الاخت المصفارة فاستأنف "اه مالا ستنات اليوم تحبها تستنى غدوة ؟ "

صاحت المصفارة : فهمت تو اش يلزمك تعمل يا قارية ؟

نظرت طويلا ليديها المزينين بأظافر مطلية كل زوز ظوافر بلون ... و رجعتلي الرغبة في التقيؤ وانا نتفرج في الفرني المقشّر المعرّي ظوافر معبية بالوسخ ... و قلتلها و انا نهز في اوراقي


"انا فهمت شيلزمني نعمل و انت كي تخرج في وقت الفطور متاعك شق الكياس و امشي للبارفورموري خوذ دبوزة اسيتون و نحي الفرني المقشّر الي عاملتو بش انا نجم نرجع لهوني غدوة الصباح "

غادرت و الأخت لاحقة عليا و كاينها بش تضربني ... و تصيح على الزوز اعوان الي واقفين قدام "القشلة" بش" يشدوني وتوريهم فيا " وكان نرجع تنكحني ...

غادرت المركز الي خليتو يشعل و العباد مش فاهمة شنوا صار في الغار متع الاخت المقشّرة ... وقفت تلاثة تاكسييات "مانيش في ثنيتهم" و في الاخر وقفلي راجل يشبه للسرفور متع القهوة بنفس التبسيمة و نفس الهمّة ... رابط علم تونس في الكرسي الي بجنبو و كرهبتو فاوحة و تلمع بالنظافة ... ركبت وسكرت الباب و غادرت المستنقع و انا نغزر للسرفور يهبّط في كروّسة غشير صغير من التروتوار العالي و نفس التبسيمة مازالت على وجهو ... و على الرصيف الاخر سيزيف و هو يربش في الزبلة ...

شقت الكرهبة الكياس و شدت ثنيتها و انا في وذنيّا جملة تتعاود معنقة تبسيمة ميتة "شلون بدي شبّهلك العدالة عنا ؟ يا أبي بتلاقي هالأجانب و السوّاح بيجو من اخر الدنيي لعنّا ليتفرّجو عالعدالة و النظام و القانون الله وكيلك يا أبي صرنا فرجة "

يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع

فاطمة الشريف

 #1 في بلاد التررّني