Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149
من هو هذا الرجل تحديدا
Eya Ben Gh'nia - آية بن غنية
قبلة ذلك اليوم كانت مختلفة .... بدت بحلاوة القبلة الاولى ببين أشجار احدى الغابات الصغيرة بقريتي ، و بمرارة الخيانة الاولى...
حصل كل شيء بسرعة ، لا تسعفني ذاكرتي على استرجاع كل التفاصيل ، لكني اشعر بذات الإحساس في كل مرة فكرت بالأمر ، قشعريرة تحتل جسدي ، رعشة خافتة بيدي التي كانت متشبثة برقبته ،غارقة بجنون شفتيه ....
اتى صدفة لمحل عملي ، و لا اعلم كيف قبلت دعوته على العشاء بمنزله ... كان تسرعا ربما ... بل جنونا ...
منزله لم يكن مرتبا كفاية ، بل كان غير مكتمل الأثاث .. تراجعت فزعة ... اهي شقة يخصصها لأهوائه و بنات الشوارع اللاتي يضاجعهن في كل مرة؟؟؟
علم بما دار في ذهني من وساوس و اقترب مني ، امسك بيدي الاثنتين بين كفيه ، اقسم انها شقته الجديدة و انني الاولى التي ادخلها ، و اقترح علي ان اغادر ان لم اصدقه ، و ختم قوله ب "لن أكون مستاء منك"
لا أذكر مالذي حصل تحديدا بعدها تنتابني نوبات من الضحك عندما أكون بقمة سعادتي ، إذكر أني ضحكت كثيرا تلك الليلة ... كما لم أضحك منذ زمن ، ضغط عملي و برود علاقتي بخطيبي جعلت من ضحكاتي مناسباتيّة و مصطنعة ...
اقترح فيلما لمشاهدته ، كنت محتاجة لسيجارة و كأس من البيرة كي تكتمل المتعة ، لكنه لم يكن يدخن او يشرب الكحول ، فتراجعت عن طلب ذلك منه ، خجلت من الأمر ربما ...
لا أذكر شيئا عن الفيلم ، كنت استرق النظر للشعر الذي يكسو ظهر يده عندما طوقني بها عند بداية السهرة ، و لم يسحبها لساعة ، كان هادئا للغاية مما أثار فضولي ، أردت حقا ان أنبش ذاكرته ، حاضره و أفكاره ، أن أغوص بها و أصل الى السر الذي جعلني آتي هنا ، معه ...
نظرت لعينيه ، ابتسم ، نطقت باسمه ، لم يرد ، اردت أن اسأل لكنه سبقني بالاجابة ، اقترب بكل هدوء ليطبع قبلة ساخنة على شفتي ...
كان يجيد التقبيل ، هو بالضبط من النوع الذي أشتهيه دوما ، هادئ في البداية ، رومانسي للغاية ، لكنه يجيد التحول من سكونه الى قمة شبقه و جنونه ، كان يقبلني و يضغط أكثر فأكثر على ثنايا جسدي ، بوسعه أن يجعلني أتألم و أطلب المزيد في آن ....
طلبت منه ملابس لأنام بها ، لا استطيع النوم بسروال الجينز الذي ارتديه ، فقدم لي احد سراويله القصيرة ...
لا ادري ما الذي حصل بعد ذلك ، اذكر انني استيقظت صباحا لأجد نفسي بمفردي بالغرفة ، صرخت باسمه ، كنت خائفة لأقصى درجة ، الى ان سمعته يناديني من غرفة الاستحمام ، فتحت الباب فإذا به يستحم و يضحك خجلا طالبا مني اغلاق الباب ...ابتسمت ، طلبت منه ان اشاركه الاستحمام فرفض ، كان خائفا من عاقبة الامر ، لم أصغ اليه ، اقتربت ، فتحت الباب البلوري و شرعت في نزع ملابسي .. لكني تركت القطعة السفلى ... ارتبك ... فضمني اليه و ابتل جسدانا بالمياه المنهمرة فوقنا ... طلبت الصابون فلم يناولني إياه ، بل شرع هو في غسل جسدي بنفسه ، يمرر يده ببطئ و يرسم كل تفاصيلي ... رقبتي و نهداي و بطني .. حاول اقحام يده بين ساقي .. لكنني رفضت ، لم يلمس ذلك الجزء الا خطيبي ... و هو من املاكه الخاصة جدا الان ...
لم ينبس بكلمة ... أشار الى شفتاي ، و سأل "هل لي بامتلاكها" و دون ان اجيب ، أخذ في تقبيلها ، قبلة فرنسية طويلة كادت تودي بروحينا ، فالقاع مغطاة بفقاقيع الصابون ...
ضحكنا كثيرا بعدها ، كطفلين ...
بعد تجفيف جسدي و ارتداء ملابسي تمددنا على الفراش ، ينظر كلانا للسقف ، تحدث دون ان اسأله ، اخبرني انه رجل لا يقدر على سجن نفسه البتة ، فهو يعتبر الارتباط سجنا ، عاش الأربعين سنة الماضية بين شوارع باريس و ملاهي نيويورك ، حتى الحب ، هو سجن بالنسبة له ....
ساورتني الشكوك حينها ، هل أنا في المكان الصحيح ، أم أنني قد دخلت متاهة يصعب العبور منها ..
من هو هذا الرجل تحديدا ، هل هو منقذي من الرتابة التي كنت أحياها ، ام انه بدوره يبحث عن شاطئ للنجاة ...
و هل كانت حقا حياتي رتيبة و مملة ، أم انني لست سوى فتاة جاحدة للنعيم الذي أغدقه عليّ حبيبي و خطيبي الذي لا يعلم الى الساعة ما الذي تغير بحياتي ...
و هل يجدر بي أن أسميه حبيبا و أنا هنا أتوسد ذراع رجل أخر و أشغل يدي باللعب بشعر صدره العري ... كيف يمكن أن أسمي هذه الفترة ، هل هي نزوة أم حالة عشق أم خيانة ...
كاد نفسي ينقطع عندما تبادر الى ذهني مصطلح "خيانة"
هل سيسامحني ؟؟ و هل سأسامح نفسي؟؟ هل أشعر بالذنب أصلا ام أنني مقتنعة بما أفعل؟؟
و متى ستنتهي هذه القصة ، أم أنها ستبقى ما بقينا؟؟؟
شردت تماما عنه ، أظنه واصل الحديث عن دراسته أو شيء من هذا القبيل
اصطنعت التركيز و التحديق بعينيه .. و لم أجب ....
كان الوقت حينها مناسبا ليوصلني للعمل ، كنا سنخرج ، الا اني امسكت يده ، و اخبرته اننا لسنا سوى أصدقاء ، فلا داعي للخوف ...
و لا أدري كيف حدث ذلك ، فقد ادارني حول نفسي ليقبل رقبتي و يداه تحيطان بخصري ، ليشل حركتي تماما ...
لا اذكر كم مر بعد ذلك اليوم ، لم يعد يجيب على اتصالاتي ، و لا رسائلي القصيرة ، لم يأتِ لزيارة مقر عملي البتة ، أصبحت وسط حلقة مفرغة ...
في احدى ليالي ارقي اتصل ، أراد رؤيتي ، نزلت مسرعة من منزلي ، لم يخبرني شيئا في السيارة عدى بعض الاحاديث التافهة ، لم نبقى بالمنزل كثيرا ، اخبرني انه محتاج لرؤيتي بدون سبب يذكر ، سهرنا ، تعانقنا و اجتاحت القبل جسدينا ...
اتصل بعد يوم ، اخذ في الحديث عن نفسه ، انه الطالب المجتهد الذي تخرج و لم يجد صعوبة في إيجاد عمل ، عن اسفاره و رحلاته ، و عني ، اخبرني انه لا يريد ان يشتت افكاري و يدمر علاقتي بخطيبي ... و انه لن يراني مجددا ...
كرر الاتصال بعد مدة ، اخبرني انه سيتقدم لخطبة احدى الفتيات التي اختارتها امه ... و سيعود لامريكا عله يريح تفكيره لمدة.
سيتقدم لخطبة فتاة فقط لأنه مضطرّ للزواج لارضاء العائلة !! هل تلاشت كل المبادئ التي كان يحدثني عنها و الحرية التي علمتها إياه الغربة ؟؟
هل سيستطيع خطبة فتاة دون قبلة سابقة؟ دون عناق أو لمسة يد؟؟
ألم يكن الأجدر به أن يبحث عن حب يوقد به هذه العلاقة الباردة؟؟؟
كيف لنا أن نستسلم لأناس بهذا القدر من الاختلال ، هو مريض نفسي ، نعم أكاد أجزم ، متناقض و داكن حد الغرابة .
كنت ألعن كل كلمة يقولها و ألعن كل دقيقة مضت معه و عاهدت نفسي على قطع علاقتي به للأبد ...
بعد أسبوع رن هاتفي ، كنت بالعمل ، طلب مني ان القي نظرة على البوابة، كان ينتظرني بالخارج ...
آية بن غنية
Website Design Brisbane
Tags: